دفعتني إحدى الدراسات العربية، لأن أبحث في مجتمعنا في ذات المشكلة، خاصة وأن نتائج الدراسة جاءت بمفاد أن هناك زيادة على مستوى الألم للنساء في كل عشر سنوات، أي تماما في كل عقد.

ولا يخفى على أحدٍ مِنا لو تحدَّث ربمَّا مع مَن غابر الأزمان حقيقة المخاض لدى النساء، وهذا ما قد يحاول أن يعرفه الجميع، بسبب ما يزيد من أحداث وتكهنات حول ما يُقال عن آلام الولادة على كل أنثى عصرية.

إلى النساء المتزوجات: هل تكذب جدَّاتنا السالفات والمسلوفات حين قُلن لنا: "أن آلام المخاض أسطورة"، وأن تلك الحالة شيء عادي جدًا...

لقد بحثتُ عن الأسباب كي يكون الجواب على حُجةٍ كافية، وأدلةٍ شافية، وبراهين صافية، تسمح لنا بذكر ذلك، من باب اختلاف الأزمان والمُتغيرات.

#بين_الأمس_واليوم

معظم نساء الأمس= حركة ونشاط وعمل في الريف برفقة بَعلها أو زوجها، أكل طبيعي وربما مِمَ تزرعهُ أيديهن، تنظيم بيلوجي جميل في النوم والعمل، حكمة وحديث شيَّق.

ولم أسمع أن إحداهن كانت تطلب الإسعاف للمشفى بين عقدٍ وعقدين، وربما كانت عجوز الأمس بصحةٍ بدنية وعافية أفضل من صبايا اليوم.

وقد سمعنا أن بعضهن إن لمَ يكن مُعظمهن، كانت تعمل في الحقول والبساتين وهي في شهرها الأخير، كما يُقال بالعامية "مُشهر"، بل وسمعنا من الكثيرات الطاعنات في السِن، أن بعضهن لم تكن بحاجة إلى قبّالة أو قابلة للتوليد، وهناك الكثير منهن لم يُسمع لها نفس، ولا أدري حقًا! أذلك تيسير من الله، أمَ أن الظرف والحال ساعد في ذلك؟

بينما نساء اليوم= أكل دلع، كيماويات في كل شيء، معظم أكلهن حلويات وسكريات، نشاط وحركة قليلين للغاية، اهتمام أكثر بالوتس آب والميك آب، معسلات وآفات كثيرة.

وقد يصل الحال أن تجد أن إحداهن بمجرد ما ترشف سمن بلدي، حتى تحترق معدتها حريق، وقد تتناول جميع أنواع الدواء من أجل ذلك، وحتى أن بعضهن ترتشف العسل وتقول "حــار"، عزيزتي هكذا هو العسـل!

أظن أننا جميعًا لن نُكذَّب هذا الأمر، ولكن عليكن يا معشر النساء، أن تسألن من سلفكن بحقيقة ذلك، وتحسمن الأمر؛ لتكون زمام الأمور والمبادرة في قبضتكن، للبحث عن حلول وحركة ورياضة، تجعلكن بجاذبية أفضل، وحيوية أجمل.

وتذكرن أن كل هذا ليس تذمرًا أو نقدًا لأسلوب حياتكن الحديثة، ولكن لِمَ وجدت أن لذلك ضررًا على الصحة لديكن، فأنثى الأمس التي تنظر حولها لعشرة من البنين والبنات، ما عرفت الشيخوخة إلا بعد خمسة عقود ويزيد، وأما أنثى اليوم، ثلاثة أطفال وتجدها ضامرة وشاحبة بعينين جاحظتين، وكأنها ابنة الخمسين عامًا.