أصبحت ظاهرة التعارف عبر الإنترنت ظاهرة طبيعية مؤخرا نظرا لانتشارها وكثرة التطبيقات المخصصة لها. فكثيرون يعتبرون هذه العلاقات سطحية ومحكومة بالفشل ويتهمون من يلجأ إلى هذه الأساليب للتعارف بشخص يفتقر إلى الثقة بالنفس والجرأة لإقامة علاقات حقيقية في محيطه.

 فعلم النفس لا ينكر سلبيات هذه الظاهرة والتي تتمثل على وجه الخصوص في جعل الشخص أكثر عرضة للتوتر والرهاب الاجتماعي واضطرابات القلق بشكل عام. ولكن من جهة أخرى، خلصت دراسة أجرتها جمعية العلوم النفسية إلى أن العلاقات التي تنشأ عبر الانترنت ليست محتومة بالفشل وقد تنجح على الرغم من التحديات المرافقة لها، خاصة مع التطبيقات الحديثة التي تحدد خيارات التعارف بناء على الخلفية الثقافية والاهتمامات والأراء المشتركة وغيرها من التفضيلات. وأشارت الدراسة أيضا إلى أنه في الآونة الأخيرة حدثت ثورة في مجال التعارف على الإنترنت وأصبح الكثير من المستعملين أكثر وعيا وقدرة على النجاح في هذا المجال بفضل الانفتاح والميزات الجديدة التي تحسن من نوعية تجربة التعارف وتعكس حياة الطرفين بشكل واقعي أكثر، بالإضافة إلى المصداقية التي توفرها حول هوية الأشخاص. 

ومن وجهة نظري الشخصية، أؤمن بأن التعارف عن طريق الإنترنت قد يثمر عنه علاقات ناجحة ولكن في حالات معينة ومع توافر عدة شروط. فلا أظن أن كل من يلجأ إلى هذا الأسلوب هو فاقد للثقة بالنفس أو الجرأة، بل قد يكون السبب أنه لا يشعر بالانسجام الفكري مع من هم في محيطه من الجنس الآخر. فأؤمن أنه عندما يكون هذا هو السبب، تزيد فرص نجاح العلاقة لأن الشخص هنا يسعى بشكل أساسي نحو الانسجام الفكري لا الانجذاب الجسدي. فعندما لا يعود الشكل عاملا أساسيا في اختيار الشريك، تقل إمكانية حدوث نفور عند اللقاء الفعلي، فالنفور غالبا ما يحدث بسبب عدم رضا أحد الطرفين عن شكل الآخر في الحقيقة لا عن اختلاف في الجوانب الفكرية.

فهل توافقونني الرأي أم تعتبرون أن التعارف عبر الإنترنت مجرد وهم؟ وما هي الحالات التي تظنون أنه قد ينجح فيها؟