إن أول ما يجب أن نعلمه لأطفالنا، أننا لسنا بالضرورة على صواب، كما أنه لا يتوجب علينا طوال الوقت أن نكون مثاليين، كما أننا لا يجب أن نفترض أن الآخرين على خطأ، ذلك أن كل شخص ينظر إلى الأمور والمواقف من زاويته، التي تشكلت رغماً عنه، أو قام بتشكيلها. إن الهدف الأسمى من التربية يجب أن يتمحور حول كيفية استدامة طفولة الطفل، إذ إن الطفولة بمفهومها الواسع، تضم من السمات ما لا يمكن تحصيله إذا كبر الإنسان ونُمِط، ففي الطفولة نجد الدهشة عنصر الحياة الأهم، والذي يتناقص مع تقدم العمر، إلا لمن احتفظ بشيء من الطفولة، كما أن الطفولة ترتبط بالفضول، والفضول هو أساس كل معرفة توصلت لها البشرية، كما أن الطفولة تتأتّى عنها بالضرورة المصداقية، أو كما يدعوها البعض البراءة، و كما يسميها "الكبار"السذاجة، تلك المصداقية هي فضيلة لا غنى عنها، إن لم تكن أم الفضائل، فلا أحد أفضل من شخص صادق، ولا أسوأ من شخص كاذب ينكر أفعاله كما ينكر نفسه، كما أن المصداقية تدفع المرء لنصرة الحق والحقيقة التي يؤيدها المنطق، و يجعلنا أكثر قدرة على الاعتراف بالخطأ والاعتذار.. ولذلك من الأجدى أن نحافظ على طفولة الأطفال، وأن لا نجترهم لعالم المثل الذي نسعى عابثين الوصول إليه، أن نحافظ على أذهانهم الناقدة، بدلاً من حشوها بالأفكار الجاهزة، كما أنه من الجدير بالقول أن كل العلماء والفلاسفة و الفنانين، يتوفرون على قدر عالٍ من الطفولة، وأعتقد جازمة أن لا معروف أكبر من أن تجعل الطفل حرّ الفكر، وواسع المخيلة، كما خلقه الله وتتركه ليعرف نفسه فيعرف ربه كما يجب، وكل ذلك يحدث باستدامة الطفولة لا التخلص منها.
ألا تعتقدون أنه من الأفضل أن نحافظ على الصفات التي تترافق مع الطفولة أي أن نستديم طفولة الأطفال عوضًا عن جعلهم أشخاصًا مملين ولا يفكرون؟؟
التعليقات