الشئ الأهم في التواصل هو الاستماع إلى ما لا يقال

12

إن لم يقال كيف سأسمعه؟

هو فعلا أمر منتشر جدا. أن يقول الناس شيئا وهم يقصدون شيئا آخر أو يقولون أشياء وبين كلماتهم معاني أخرى أو مختلفة تماما يريدون إيصالها.

أجده أمرا متعبا جدا. فأنا أقصد ما أقول وأقول ما أقصد. وليس لدي شيء مخفي بين كلماتي.

بالتالي أيضا أفهم من الناس ما يقولونه فقط. لا ما يقصدونه ويخفونه بين السطور.

أشجعك أن تكوني أكثر تعبيرا وصدقا وصراحة في أقوالك. لكن إن رأيت أن من تتحدثين معه لن يفهم ولن يستوعب أساسا. فلربما الصمت هنا أفضل من اللعب بالكلمات وإخفاء المعاني بينها.

ذكرتي قولك بمقولة أظن أنها لزيوس :

"Always say what you mean and mean what you say because those who matter don't mind and those who mind don't matter"

المعنى: "دائما قل ما تقصد وإقصد ما تقول، لأن الذين يهتمون لن يمانعوا، والذين يمانعون غير مهمين"

تعجبني هذه المقولة جدا، لكن أحيانا من الصعب تطبيقها كما هي بهذا الوضوح 😅

هناك من خلق طبيعيا هكذا يطبقها. فهذا أسلوبه أو شخصيته. وربما مع الوقت والخبرة والعمر زاد الأسلوب وضوحا في كل أوجه حياته. لأن الاهتمام بمن لا يفهمنا يقل، ويقل صبرنا على الاحتمال.

هذا سيفقد المرء أناسا كثر للأسف لإساءة فهمه من طرفهم، ويخلق له مشاكل كثيرة في محيطه.

أعطيك مثلا بسيطا، إن قال لي شخص ما: أشعر بالبرد. سأكتفي بفهم أنه يشعر بالبرد. لن أفهم أنه يريد أن أعطيه بطانية أو أساعده في شيء. لن أفهم بين كلماته ما يريد. وهذا مؤسف ربما، لا أدري حقا. لكنه الواقع.

سأفهم ما يريد إن قال لي: أشعر بالبرد، من فضلك ناولني بطانية.

وأظن الأمر بسيطا ويمكنه قول ذلك. لكن الأغلبية لا تفعل. وتريد من الشخص الذي تخاطبه أن يفهم ما بين السطور. طيب لم لا نكون واضحين ودقيقين ونريح الجميع من عناء فك الألغاز :)

أنا شخصيا؛ إذا قال لي شخص أشعر بالبرد، أفكر مباشرة في الحلول، و أحضرها له إن إستطعت... لكن هل الآخرون يكون رد فعلهم مثلي؟ليس دائما

مثالك توضيحي فقط، لكن لك أن تتخيلي كمية التعب عندما تضعين توقعا أن شخصا ما يفهمك ثم لا يفعل، أحيانا هذا ما يجعلني أصمت كثيرا بعد مدة من الخذلان😅 ... وبدأت الآن أعتقد أنه ربما أنا يجب أن أكون واضحة أكثر فيما أعبر عنه.

أمي من النوع الذي لا يوضح، وتنتظر الجميع أن يفهمها. تخطت الستين الآن ولا تزال تنتظر أن يفهمها الغير دون أن توضح وتشرح ما تريد وما تحتاجه. أشجعك على التعبير عن احتياجاتك وما تشعرين به. إن تكلمت وبالرغم من ذلك لم يوفر لك من تتحدثين معه المساعدة والمساندة ويفهمك حينها معك حق في لومه.وفي إعادة التفكير في مدى أهمية وجود هذا الشخص في حياتك أساسا.

أحاول ذلك حقيقة


ثقافة

مجتمع لمناقشة المواضيع الثقافية، الفكرية، والاجتماعية بموضوعية وعقلانية. ناقش وتبادل المعرفة والأفكار حول الأدب، الفنون، الموسيقى، والعادات.

99.1 ألف متابع