لأيختلف أثنان على أن مهنة الطب هي من أنبل وأسمى المهن التي تتعلق وترتبط أرتباطاً وثيقاً بحياة الإنسان، لكن في بلادنا انقلبت الرسالة السامية لهذه المهنة النبيلة لتتحول الى وسيلة للسطو على جيوب المرضى، وهناك عدد كبير من حاملي الشهادات والمؤهلات في المجال الصحي الذين كان يعول عليهم الجميع بأن يحملوا هذه الرسالة الإنسانية ويصبحوا ملائكة رحمة للأسف قد تحولوا الى وحوش تنهش بلا هوادة في أموال الناس ولاترحم من هو مريض منهم، هدفها الأول والأخير الربح السريع على حساب كل القيم والمبادئ واخلاقيات المهنة، مايدور في نطاق العمل الطبي في بلادنا شيء لايستحق الصمت سيما وقد اصبحت هذه المهنة المقدسة مرتعاً خصباً للإستثمار وساحة لجني الأرباح للذين يريدون الثراء السريع دون اكتراث للتعامل الإنساني، ومن العجائب ان يتجه لمزاولة هذا العمل من ليس له أي علاقة بالطب من اولئك الذين وجدوا البيئة المناسبة لتحريك واستثمار اموالهم في هذا المجال المهني النبيل، حيث لم يجد هذا الصنف من البشر من بيئة انسب لهم من هذه لتحقيق مبتغاهم في الربح السريع، ليصبحوا بين ليلة وضحاها من الأغنياء على حساب المساكين من الناس
وأنتم أصدقائي مارأيكم وهل تخبرونا عن الطب في بلادكم
صراحة أراك متحاملا يا مازن؛
أرفض عموما الهجوم على فئة بعينها وجعلها ترتدي ثوب الشيطان في أعين الجميع فقط لأن بعضا منها مستغل أو سئ السمعة.
الطبيب والمهندس والعامل والحرفي والكاتب والمبرمج، كلهم في مركب واحد كما يقولون، ولكننا فقط نهاجم بعض الفئات لنكسر شوكتها دون وجه حق!
ستسمع عن هجوم على الأطباء البشريين وأنهم عليهم خفض أجورهم لأجل المرضى، في الوقت الذي قد يقوم فيه المريض نفسه الذى اشتكى من فاتورة الكشف بشراء أدوات ترفيهية باهظة الثمن دون تذمر!
يشتكون من أجور محفظي القرآن الكريم وهم يدفعون أضعاف ما يتقاضاه هؤلاء في تعلم الرسم والموسيقى والفيزياء والرياضيات دون أي مشكلة!
يهاجمون المحامين ومقاولي البناء والاستشاريين في كل مجال، وكأنهم عليهم أن يعيشوا حياتهم بالمجان!
دعنا نغير وجهة السؤال يا مازن:
أليست أجور المبرمجين مبالغ فيها؟!
أليست أجور المصممين قد تصل لأرقام خيالية لأي صانع محتوى؟!
لماذا لا نهاجمهم ولا نتحدث عنهم ولا نطالب بخفض أجورهم.
ببساطة لأن أي شخص ممكن أن يكون مبرمجا أو مصمما، بينما فقط من تمكنوا من تحصيل مجموع معين في المرحلة الثانوية هم من سيتمكنوا من الالتحاق بالكليات السابق ذكرها، وبالتالي فالفرصة قاصرة على مجموعة معينة، ما يجعل الأنظار مسلطة عليهم طوال الوقت دون وجه حق من وجهة نظري!
التعليقات