دائما بعلاقاتنا بالآخرين سواء في الحياة الخاصة أو بالعمل، يكن حكمنا سريعا على الفعل أو التصرف للأشخاص بأنه سمة من سمات الشخصية ونبدأ في عزو السلوك نفسه إلى سمات شخصية بهم، ولا نولي اهتماما للأسباب الخارجية التي قد تكون سببا في دفع هذا الشخص لهذا الفعل أو السلوك.
زميل عمل، قد تأخر عن الاجتماع، ودخل بعد المدير بعشر دقائق، ما هو الحكم الأولي الذي سيطرأ على تفكيرنا؟، في الغالب سنتهمه بالتأخير والكسل، ولكن ماذا لو كان المتأخر هو أنا، سأبرر لنفسي نفس الفعل لأنني مدركة لجميع الظروف الطارئة التي جعلتني أتأخر، وهذا هو خطأ العزو الأساسي، أو خطأ الإحالة الأساسي (The fundamental attribution error).
وأحد الآثار الملحوظة لخطأ العزو الأساسي هو التحيز الذاتي الذي نعذر فيه أنفسنا عن نفس السلوك الذي نجده غير سار في الآخرين.
وهذا التحيز من التحيزات المؤثرة بشكل كبير على العلاقات بين الموظفين والمدراء في ببيئة العمل، فبحكم بيئة العمل والتي لا تسمح بشكل كبير للتوقف والتفكير وتحليل كل موقف يحدث، ويصبح كل متأخر مهمل، وكل مخطيء فاشل ولا يستحق فرصة أخرى.
لاشك أننا تلقائيا ودون وعي قد مارسنا هذا التحيز بشكل ما، سواء مع صديق تأخر على موعد معه، أو زميل عمل منطوي ولا ينخرط ببيئة العمل، ولكن عدم تقدير ظروف الآخرين قد يكون سببا في تدمير العلاقات بين الأشخاص أو حتى بين الزملاء في بيئة العمل إن لم يتم معالجته. أيضا التماس الأعذار بشكل أو بآخر قد يؤدي لاستغلال الأمر، ويجعل الطرف الآخر يستمر في سلوكه دون رجعة.
أذكر زميلة التحقت بالعمل معنا وكانت دائما صامتة، لا تنخرط مع أي شخص، ردودها صلبة وغير مرنة، بدأ الجميع في تجنبها فارضا أنها شخصية إنطوائية ولا تحب الآخرين، حتى أجزمنا جميعا أنها لا تحب العمل معنا، وبالنهاية أخبرتنا المديرة أنها لديها ظروف عائلية صعبة ويجب أن ندعمها بهذه الفترة بدلا من البعد عنها.
بين تحيز الإحالة والتماس الأعذار هل تفرط في استخدام تحيز الإحالة مع المحيطين بك أم تلتمس الأعذار؟ وما هي النتائج المترتبة على اتباعك أي منهما؟
التعليقات