احببتها منذ الطفولة كنا نلعب سويا ، ندرس في نفس الصف ، كنت متيقنا انها نصفي الآخر ، لكن الزمن كتب لي قدرا مؤلما ..

أتت الحرب فجأة ، اصبحنا بلا حكومة او قانون ، مجرد اشخاص يحملون السلاح ويقتلون ، حاولت ان ابتعد عن الفتنة ، التزمت البيت وابتعدت عن كل ما يحصل ، فقدت التواصل مع من احببت ، لا اعلم حالها ولا ان كنت في بالها ، احوالنا تغيرت ، فلن استطيع رؤيتها كالعادة ، ربما نقتل في الطريق او تباع هي كالعبيد وانا اجلد بضع جلدات ، اخي الصغير كان ساعي البريد بالنسبة لي ، ارسلته في مرة حاملا رسالة لها ، اسئل عن حالها ، اخبرني بفرحتها عندما علمت بأني ما زلت على قيد الحياة ، ردت علي ببضع كلمات كتبتها على نفس ورقة رسالتي ، ببساطة كتبت " مازلت احبك "

توقعت انها نسيتني او هربت او خطفت ، فالحرب لم تترك احدا الا ورسمت على وجهه ذكرى مؤلمة ، تفاؤل شعرت به ، فما زال قلبي ينبض لاجلها .

تسلمت مجموعة كريمة منطقتنا ، اصبحوا اولياء امورنا ، احسست بأني اعيش مسلسل تاريخي ، ولكني اريد الحياة فلا يهمني من يحكم او من يملك السلطة المهم ان يتركوني وشأني ، لكن نسيت ان شأني اصبح من شأنهم ، اطلت لحيتي لاجلهم ، غيرت لباسي واصبحت منهم شكلا لا مضمونا ، اخفيت كرهي لهم ، اخفيت كل شيء حتى بت شخصا لا اعرفه ، مازالت هي في بالي ، اريد ان اتواصل معها ، لكني خائف ان يعلموا بذنبي ، وهو اني احببت ، ليس الحب مشكلة عندهم لكنها لم تكن تناسب فكرهم ، ففكرة زواجي منها مستحيلة واهلها لن يقبلوا بتغيير دينها .

في كل طلقة ، في كل قطرة دم ، في كل رأس يقطع ، في كل جلدة ، في كل صاروخ ، في كل قذيفة ، كان قلبي يقسو ، ارى البشر اصبحوا وحوش ، عواطفي تبعثرت ، لم اعد ادرك الفرق بين الحب والغضب.

مرت شهور و في همومي غرقت ، قررت ان اتواصل معها ، اخشى ان تكون قد قتلت ، كتبت لها :

.

.

.

.

تابع القراءة على منصة منشر :

الحب في زمن الدواعش !

من احبها اصبحت جارية ..