"ذات ليلة بينما كنت مستغرقة في النوم، أيقظني إحساس مروّع… "
إذ بروحي تنسحب مني، وأطرافي تتجمّد برداً، ودقات قلبي تتعالى كأنها تريد أن تقفز خارج جسدي، وكأن رأسي يغلي ويكاد أن ينفجر من شدة الغليان، وأنفاسي تتلاشى.
ما هذا؟ لعلها ساعتي الأخيرة؟ ها أنا أوصي زوجي بأولادي وأخاف من شدة هذه اللحظة واقتراب الموت مني.
ها أنا، التي لم أخشَ الموت يوماً، يصبح هو أكبر وحش يخفيني! أولادي صغار، وأنا حصنهم المنيع، أخاف عليهم من الحياة. أخاف أن أتركهم، أخاف عليهم من ألم لحظات انهيار حصنهم. لا أريدهم أن يشعروا بالخوف، فهذا الإحساس أعرفه جيداً، إنه ينهش لحمي.
زوجي خائف، يَراني أفارق الحياة، لكنه يحاول أن يمدّني بالسلام والطمأنينة اللذان سرقهما مني خوفي. أراه كأنه وحش يقترب مني، يكتم أنفاسي حتى لا أصرخ. إنه مرعب، ولا أستطيع طلب النجدة، فقد تمكّن مني. أحاول مراراً وتكراراً أن أنهض، أو حتى أن أحرك أي جزء من جسدي، لكنني أجد نفسي سجينة جسدي وسجاني هو خوفي.
حاولت أن أستعطفه، لكنه بلا مشاعر، لا يشفق عليّ. ها هو يزحف داخلي حتى تمكن من روحي، إنه يرعبني.
التعليقات