لقد اعتاد الناس بفطرتهم أن يسألوا أهل العلم في كل ما يشغلهم في كل مجالات الحياة المختلفة وهذا هو التطور الطبيعي لمكانة العالم ودوره الرائد بين الناس في الحياة والعالم لا يخضع أبدا لأهواء الناس ولا لمصالحهم الشخصية لأن العلم قائم بذاته علي أسس دقيقة وثابتة لا تنحاز لأي أحد وهذا ما يجعل بعض الأمم قد تتقدم والأخرى تتخلف بسبب المواقف المحايدة أو المعارضة والمحاربة للعلم والعلماء وهنا يكمن الصراع المستتر ما بين العلماء للاحتكار العلمي المقصود لأبحاث علمية بعينها وعلي دول بعينها وللأسف كل من يحارب العلم والعلماء هو من يريد لأمته أن تخضع للجهل والتخلف والسحر والشعوذة وترويضها حسب أهوائه ومن يريد بث العلم لأمته يسعى دائما للأخذ بأسبابه ليل نهار ويرجوا لأمته الحرية والتقدم المستمر فما هو الخلاف إذن ما بين العلم والسحر وهل يوجد هناك وجه شبه ما بين العلم والسحر وما هو الميزان العلمي الذي يزن لنا العلم علي أنه علما والسحر علي أنه سحرا بشكل محايد وموضوعي وبما أن العلم قائم علي أساس ثابت ودقيق لا يجامل أحد فكل ما يقوم علي ذلك فهو علم وكل من لا يقوم علي ذلك فهو وهم وخداع وتضليل للناس وسحر وشعوذة وفي الواقع لقد اعتاد العالم الإسلامي في حديثه التاريخي عن موروثه العلمي والثقافي العملاق في كل مجالات الحياة أن من يخرج عليه بما لا يعرفه ولا يجد له سندا من تراثه فيقف منه متأملا حتي يتبين له الحق من الباطل وهذا حقه فإذا وجد أنه يخالف تراثه رده وإذا وجد أنه يتفق مع تراثه أخذه ولكن تبقي عليه نقطة واحدة قاتلة هو موقفه من العلم المادي بما يملكه من كتاب مقدس قد حوي كل شيء في الحياة وبه مكتوف الأيدي أمام الأبحاث العلمية المعاصرة فتارة يقبلها وتارة يرفضها وأخري محيرة بين الرفض والقبول وبدل أن يكون هو الرائد لها والمشجع للمجتمع الإسلامي عليها يقف متفرجا والعرب هم أول من قد وضعوا حساب الجمل الكبير لربط الحروف بالأرقام ولكن تخلوا عنه وتركوه لغيرهم فتقدموا به علي طريقتهم ونحن قد تخلفنا ومن يتكلم في عالمنا المعاصر عن الحروف والأرقام يعدوه للأسف ساحرا والحياة كلها قائمة علي هذه الحروف والأرقام والقرآن الكريم قد وضع المنهجية العلمية لدائرة الحياة وإليكم هذه الدائرة العلمية التي تفصل ما بين العلم والسحر وتوضح لنا الحق من الباطل وهي من الواحد إلي التسعة والواحد والتسعة يمثلان معا تسعة عشر