ما الهدفُ من هذا العمل؟
منذُ ما لا يقلّ عن عشر سنواتٍ وأحد أهدافي الشخصية ذات الأولوية في حياتي تأليفُ رواية ناجحة. يظنّ الناس أحياناً أن أيَّ شخصٍ عنده الكثير من وقت الفراغ بإمكانه الاختلاء في مكتبه لبضعة أسابيع والخروجُ منه بقصة أو رواية، ولكن إنتاجَ عملٍ مثل هذا يتطلَّبُ - في الواقع - مقداراً لا يستهانُ به من المهارة والخبرة والممارسة الشاقَّة. فمثلَ أيّ حِرْفة فنية أخرى (كالرسم والموسيقى وغيرهما)، تحتاجُ الكتابة إلى صقلٍ وتمرينٍ لسنواتٍ طويلة قبل نُضْجِها. ولهذا السبب قرَّرتُ، بناءً على نصيحة أحد الأصدقاء التي تجاهلتُها لسنوات، أن أبدأ بتدريب نفسي بكتابة ونشرِ قصص قصيرة.
كانت كتابة القصص على قائمة "أهدافي للعام الجديد" في السنتين الماضيتين، حيثُ تعهَّدتُ على نفسي بكتابة ما لا يقلّ عن ثلاثين ألف كلمة في السنة (حوالي 150 صفحة مطبوعة) لتدريب نفسي على مهارة الكتابة. وللأسف فشلتُ فشلاً ذريعاً في الالتزام بالهدف الذي وضعته لنفسي، فقد كان كبيراً جداً. إلا أنِّي تمكَّنتُ أيضاً من كسرِ حاجز الكسل والبلادة بإنهاء عددٍ بسيطٍ من القصص القصيرة، والتي كانت في أول الأمر سيئة جداً، ومن ثم تحسَّنت بالتدريج.
حرصتُ خلال السنتين الماضيتين على تخصيص وقت إضافيّ معقولٍ لقراءة قصص قصيرة لكُتَّاب مشهورين بمهارتهم فيها، وأهمَّهُم أليس مونرو، وهي كاتبة كندية حصلت على جائزة نوبل في الأدب لعام 2013 بناءً على احترافها لأدب القصة القصيرة دوناً عن غيرِه. ساعدتني قراءة قصصها وبعض الكتب التدريبية والمقالات المفيدة عن مهاراتِ الكتابة في تطويرِ قدراتي وصقلها، وبعد إنهاء هذه القصة، أظنُّ أني - لأول مرة في حياتي - أصبحتُ راضياً عن شيءٍ أكتبهُ بما يكفي لتجربة نشره (ولو على نطاقٍ ضيّق جداً)، وهو أمرٌ لم يحدُث من قبل قط، فقد كنتُ أنتظر دوماً مجيء اللحظة التي سأكون راضياً فيها بما يكفي عن كتابتي الأدبية لأنشرها.
ماذا بإمكانك أن تتوقع؟
هذا إصدارٌ أدبي تجريبيّ. رصيدي من القصص القصيرة ليس كبيراً أبداً، فقد شرعتُ بجدية بكتابة ما لا يزيدُ عن عشر قصصٍ خلال السنوات الأخيرة من حياتي، ولم أنجح سوى بإكمال اثنتين أو ثلاثة منها لنهايتها، وهذه إحداها. الهدفُ الرئيسي من نشرِ هذه القصة هو تلقّي آراءٍ راجعة (Feedback) عنها لتساعدني على تحديد مكامنِ الضعف في كتابتي وتطويرِ نفسي أكثر مستقبلاً. فأنا أطمحُ فعلاً أن أنشرَ رواية ناجحة في يومٍ ما، وأنا واثقٌ أني بحاجة لسنوات كثيرة من التعلّم والتجربة والخطأ قبل أن أصل للمستوى المناسب لكتابتها.
القصة بسيطةٌ جداً، فهي تروي حكاية طفلٍ يعيشُ في بلدة ريفية. عددُ الكلمات 2,500 تقريباً، أي حوالي عشر صفحات مطبوعة من القطع الصغير (وقتُ القراءة النموذجي هو ربع ساعة تقريباً). مكانُ القصة ليس مُحدَّداً على وجه الدقة: اخترتُ للشخصيات أسماءً عربية، ولكن البيئة التي تدورُ فيها أحداثُ القصة قد لا تبدو مقاربةً جداً لما يمكنك أن تجده في دولة عربية (أخبرني صديقي أنها أوروبية تماماً). مع ذلك، كنتُ أحاول - أثناء الكتابة - أن أتخيَّل في ذهني بساتين منطقة بلاد الشام الساحلية وهي في أوجِ غناها وامتداد مساحاتها في الماضي، حتى ولو لم تكُن قد ظلَّت على حالها الآن. فأنا أرجو فعلاً أن أكتبَ قصصاً تعكسُ ثقافتي وأصلي في بيئتها وشخصياتها.
هَل أثارَ الأمرُ فضولك؟ يمكنكَ قراءة القصة الآن!
هل شوَّقك شيءٌ مما قلتهُ أعلاه أو أثار فضولك للقراءة؟ أو ربّما مللتَ من كلّ ثرثرتي فحسب؟ القصة متاحةٌ مجاناً على المنصَّات الآتية:
- على الـWattPad، منصة النشر الجماعي المشهورة للكتاب المبتدئين:
- أو، للقراءة بتنسيقٍ أفضل وأكثر راحةً، يمكنكَ تحميلُ نسخة الـPDF من خلال مدونتي:
قراءةً ممتعة! أتمنّى من كلِّ من يقرأُ ولديه تعليقٌ أو ملاحظةٌ على أسلوب الكتابة أو القصة أو أي شيءٍ مثل ذلك، أن يساعدني بتقديم رأيه وانطباعاته الشخصية عن هذه القصة.
التعليقات