مع 12,000 عنوان – على الأقل – يدخل إلى المكتبة العالمية كل عام، إضافة إلى معارف وتراث الأقدمين، نحن في حاجة إلى وسيلة نستوعب بها أكبر قدر ممكن من تلك المعارف، في ظل هذا الكم القصير المتاح من الوقت.
لم أجد حلاً لهذه المعضلة خير من القراءة السريعة
لمن لا يعرف ماهية القراءة السريعة، فهي – باختصار – طريقة تساعدك على معرفة مضمون الكتاب بشكل أسرع، وأكثر استيعابًا من القراءة التقليدية.
تقنيات القراءة السريعة كثيرة، ولذلك اخترت منها أهم 5 طرق فقط تستطيع تجربة إحداها – أو جميعهم – واختيار ما يناسبك منهم، لتنمية قدرتك على القراءة السريعة.
ملحوظة هامة: القراءة السريعة مهارة مثلها مثل أي مهارة أخرى، تحتاج إلى وقت للتدرب عليها، وإتقانها، لذلك اعط نفسك وقت منتظم بشكل يومي للتدريب حتى تتقنها.
ملحوظة أخرى هامة جدًا: القراءة السريعة تم ابتكارها لمعالجة المواد غير الأدبية. أي المواد العلمية، المذاكرة، أو الدوريات ذات الأهمية المحدودة مثل المجلات والصحف. ولكن مع الأعمال الأدبية (قصص أو روايات) ستجد أن طريقة القراءة السريعة تُفقدك متعة الأحداث. على المستوى الشخصي، لا أستعمل طريقة القراءة السريعة مع الروايات، وأنصحك بفعل المثل.
1. طريقة المتابعة بالأصبع
وهي الخطوة الأولى والأسهل في فن تعلم القراءة السريعة. في هذه الطريقة كل ما عليك فعله هو تحرك أصبع السبابة أسفل السطر الذي تقرأه مباشرة، مع استمرارك في القراءة. فكرة هذه الطريقة بسيطة للغاية، وهي أن عيناك تتابع حركة الأصبع بشكل تلقائي، ومن ثم تمثل حركة الأصبع سرعة القراءة الفعلية.
لذلك إذا قمت بتحريك الأصبع بسرعة أكبر كل مرة، فستصل في مرحلة معينة إلى مضاعفة سرعة قراءتك مرتين أو ثلاث. فقط ستحتاج إلى التدرب عليه لوقت كاف من الزمن.
2. طريقة البطاقة
وهي مشابهة لطريقة المتابعة بالأصبع، ولكن بنطاق أوسع قليلاً، فهي تغطي سطرًا كاملاً. أحضر بطاقة أعمال business card أو بطاقة بيضاء بنفس طول السطر تقريبًا، لاستخدامها في هذه الطريقة. ضع البطاقة أسفل السطر الذي تقرأ وحرك البطاقة للأسفل بسرعة معقولة، تتناسب مع سرعة عينك وعقلك على استيعاب السطر.
ينصح الخبراء بوضع البطاقة أعلى السطر الذي تقرأ، بحيث تخفي السطر الذي قرأت باستمرار – ومن ناحية أخرى حتى لا تعود إلى قراءته مرة أخرى – وكذلك كي يبقى المحتوى الجديد المتاح للقراءة أمام عينك، ومن ثم تقرأ مساحة أكبر منه. لا تشغل نفسك بمسألة أيها فعَّالة وأيها أكثر فعالية، فقط اختر الطريقة التي ترتاح إليها.
3. الوحدات الفكرية
في هذه الطريقة العين ترفع من قدراتها الاستيعابية من خلال رفع عدد الكلمات التي يقرأها المخ في المرة الواحدة والتوقف عن القراءة الذهنية الصامتة. يتم التدريب على هذه الوسيلة من خلال تدريب العين على قراءة أكثر من كلمة في السطر الواحد، واستبدال مفهوم (الكلمات) بـ (الوحدات الفكرية). تأمل الصورة التالية فستساعدك على الاستيعاب.
الصورة السابقة تمثل تدريبًا للعين على استيعاب أكثر من كلمة في المرة الواحدة. فالأسطر التي باللون الأزرق تمثل السطور في شكلها العادي، بينما الخطوط القصيرة سوداء اللون Bold، فتمثل الوحدات الفكرية التي يجب أن تقرأها في المرة الواحدة.
قم بتدريب عينك على استخدام الوحدات الفكرية، من خلال تحريك العين على الخطوط القصيرة السوداء بالترتيب وكأنك تقرأ. استمر على هذا التمرين فترة حتى تعتاد عينك الانتقال سريعًا على السطر، وحينما تعود إلى قراءة أي كتاب بعد هذا التمرين، ستلاحظ أن عينك قد أصبحت أسرع في قراءة الكلمات، ولم تعد تتوقف عند كل كلمة.
4. الكلمات الرئيسية
وهي تناسب القراءة المتخصصة أكثر. أي قراءة الكتب في مجال تخصصك، فستكون ملمًا بها، وبالتالي لن تستغرق منك وقتًا.
طريقة الكلمات الرئيسية، تعني أن تسير العين بسرعة على العناوين والفقرات، وتأخذ الكلمات الرئيسية المعبرة عن الموضوع، أو التي تصف الموضوع، بحيث يستوعب عقلك مغزى الكاتب، بدون الحاجة إلى قراءة المحتوى كاملاً. ستلحظ العين الكلمات الأخرى، وستسجلها في المنطقة العمياء من رؤية العين، وسيستوعبها العقل الباطن، ويربطها بما رأته العين حتى تتضح الصورة كاملة في ذهنك بعد انتهاء القراءة.
هذه الطريقة تعتبر من أروع الطرق في القراءة السريعة، لأنك تستخدم كلا جانبي عقلك في هذه الطريقة، وتكون معها أكثر اكتشافًا واستيعابًا لعقلك الباطن، وقدراته الاستيعابية.
5. التصفح العام
هي أبسط طرق القراءة السريعة، ويُنصح باستخدامها بالتوازي مع الطرق السابقة كلها، لتوفير الكثير من الوقت في القراءة.
التصفح العام يعني أن تتصفح الكتاب صفحة صفحة، وتتطلع إلى العناوين الرئيسية بشكل عابر، وكذا الرسوم البيانية، وصور الكتاب، والفهرس، حتى يصبح لديك فكرة عامة عن الكتاب قبل قراءته. فإذا وجدت موضوعه يستحق اهتمامك، تبدأ في قراءته بأي من الطرق المذكورة بأعلى، وستلاحظ أن قراءته بعد التصفح أصبحت أسهل بكثير، وأكثر استيعابًا لمحتواه، لأنها المرة الثانية التي يمر عليه عقلك، بعد مرحلة التصفح. أما إذا وجدت أن محتواه غير مناسبًا لك، فقد أخذت فكرة عامة عنه، ولم تضيع وقتك بالكامل في قراءته.
ميزة وسيلة التصفح العام، أنك تستخدمها بالتوازي مع أي وسيلة من وسائل القراءة السريعة الأربعة المعروضة بأعلى. وميزة أخرى لها، هي أنها توفر وقتك، وتمنعك من قراءة الكتب التي لا تثير اهتمامك.
هل جربت أي من هذه الطرق من قبل؟ إذا كانت إجابتك (نعم)، ما هي أكثر الطرق فعالية معك؟
أهتم برأيك للغاية.
التعليقات