في كتاب رقائق القرآن، شدّتني عبارة إبراهيم السكران: «كلما استعملت القرآن رأيت الشفاء في نفسي، وكلما ابتعدت عنه عادت إليّ أسقامي». لما قررت أفهم معنى كلمة «استعملت»، أدركت أنها ليست مجرد قراءة أو تلاوة سريعة، بل تعني استخدام القرآن بوعي في حياتك اليومية، أي أن يكون جزءًا من يومك وفكرك وسلوكك.عندما نفعل هذا، نلاحظ أن القرآن يعطي أثرًا حقيقيًا على النفس ويملأ القلب بالطمأنينة والسلام الداخلي.كما أن الشفاء الحقيقي ليس في الأشياء المادية، ولا في الهروب من مشاعرنا، بل في أن نقف أمام كلمات الله، نتأملها، ونعمل بما فيها. التدبر يجعلنا نرى الحياة من منظور أوسع، ويذكرنا بأن حتى مع صعوباتها، القلب الذي يستند إلى القرآن يجد السلام والهدوء مهما كانت الظروف.وعلى العكس، ترك القرآن يترك فراغًا في النفس وعندما نبتعد عن آيات الله، نشعر بالهموم والثقل الداخلي، ونفقد الطمأنينة والسكينة التي تمنحها لنا آياته. وكل يوم يمر دون تدبر القرآن يجعل القلب أكثر ثقلًا والعقل أقل وضوحًا ومتشتتًا.