قبل مشاركتي هذا التساؤل معكم، حاولت أن أقتنص جوابًا بين سطور الكتب، وخلال قراءة كتاب عن أرسطو، رائد التفكير العلمي، وجدت أنه عندما كان طالبًا في مدرسة أفلاطون، لُقّب بـ "القرّاء" لسعة اطلاعه وكثرة قراءته؛ وهو ما ساهم في سطوع نجمه بين أقرانه.
نتيجة لذلك، يُخيل إلى البعض أن المعرفة والقراءة بشكل عام وسيلة للتميز وأداة لخلق هالة اجتماعية محددة حول صاحبها. وهذا التصور رغم سطحيته وإخلاله بالهدف الحقيقي للمعرفة، إلا أنه شائع في المجتمع، خاصة في الأوساط غير القارئة. أدى ما سبق إلى ظهور "أنصاف المثقفين" الذين يهتمون فقط بظواهر الأشياء دون خباياها، بهدف اغتنام لقب اجتماعي.
في ظل تلك الحالة المتخبطة، تجد المثقف الحقيقي وطالب المعرفة يستحي من القراءة في مكان عام، أو التحدث عما يجول في خاطره من تساؤلات فكرية، خشية أن يضعه المجتمع في نفس القالب المدّعي والمتظاهر، وغالبًا ما يُساء فهمه عندما يستخدم مصطلحات معينة بكل تلقائية وعفوية. وكأن المجتمع قد يخلق الظاهرة ثم يعاني عواقبها، بل ويتهم البعض بها! .
التعليقات