القبائل العربية في العصر الجاهلي كانت تعيش في الغالب على الرعي لذلك كان مصيرهم مرتبط بالمطر، فإذا احتبس عنهم جاعوا وهلكوا لذلك قد يقومون بالإغارة على القبائل المجاورة لهم بسبب الحاجة أو الطمع، وهم أثناء ذلك ينهبون ما تصل إليه أيديهم حتى الإناث! فيأخذ الرجل البنت أو السيدة لنفسه وربما يتكرر ذلك، فيتم سبي تلك المرأة مرة أخرى من شخص آخر واغتصابها وقد يتم انتقالها من شخص إلى آخر إلى أن يستطيع أهلها استعادتها فتعود والعار يلازمها ويلازم أهلها، وكان هذا هو السبب الأول لاعتبار أن الإناث عار وعدم تفضيل العرب للإناث والاتجاه لوأدهن.

وإن كنت تقول من الجيد أنه انتهى هذا العصر فأنت مخطئ لأنه لم ينتهي بالكامل، فحتى الآن يتم وأد البنات لكن بطرق مختلفة فربما لم يعد يتم حفر حفرة بالأرض ودفن البنت فيها، لكن يتم حفر حفرة من نوع آخر ودفع البنت خلالها عن طريق ختانها وحرمانها من حياة طبيعية، أو تزويجها طفلة وقاصر أو بدون رضاها أو لشخص كبير في سن جدها، أو عن طريق إجبارها على العمل لكي تنفق على أسرتها وأخوتها أو منعها من الزواج لكي تبقى لخدمة والديها طوال العمر، كل هذه هي صور وشكل من أشكال الوأد في العصر الحالي والحكم على الفتاة بالموت نفسيًا وعقليًا بينما جسدها يموت ببطء. فمن تخيل أن وأد البنات انتهى فهو مخطئ.