الأدب دائمًا ما يكون ناتجًا عن ثقافة الجيل الذي يعيشه من ظروف يعيشونها، همومهم، أحلامهم، رغباتهم، الصراع النفسي الداخلي لديهم الناتج عن ظروف يعيشونها وحال بلادهم الاقتصادية والسياسية، فكل هذا يظهر في أدب كل جيل بشكل أو آخر.
فمثلًا لو رجعنا بالزمن للأندلس وجدنا ظهور الموشحات التي كان يتغنى بها، لو نظرنا مثلًا لأوروبا بعد الحروب العالمية لوجدنا ظهور تيار تشاؤمي وعبثي كرد فعل على أهوال الحروب، ولو نظرنا لأدباء الوطن العربي التي اضطرتهم الظروف للهجرة لوجدنا ظهور أدب المهجر وخاصةً الشعر الذي عبروا من خلاله عن صراعهم النفسي وواقعهم الجديد، أما لو نظرنا على فترة الستينات بمصر لوجدنا اكتساح الأدب الواقعي وتصوير معاناة الناس اجتماعيًا واقتصاديًا وسياسيًا من خلال القصص القصيرة والروايات.
لكن ماذا عن عصرنا الحالي؟ فلو نظرنا لواقعنا اليوم لوجدنا حروب وصراعات من جهة ووجدنا على الجهة الأخرى جيل جديد الكثير منهم لا يبالي إلا بسلامه النفسي، وكيف تبدو صورتهم بالفلتر الجديد، وما هو أحدث ترند وما أحدث رقصة على التيك توك، فماذا سيكون نوع الأدب الذي يعبر عن عصرنا هذا؟!
التعليقات