يقولون أن "الأضداد تتجاذب" وهذا قد يكون حقيقيًا فعلًا بنسبة 100٪ في حالة كونك مغناطيسًا ومن تحبها قطعة معدن! فتلك هي الحالة التي تتجاذب فيها الأضداد والشيء ونقيضه إلى بعضهما البعض، أما بالنسبة للبشر فالواقع يقول أن الأضداد لا تتجاذب بل قد تتنافر، فالواحد منا يميل إلى من يشبهه وليس فقط في الزواج أو الحب بل في العلاقات عامةً حتى في الصداقة.

أما بالنسبة لتصدير الفكرة الشائعة أن الأضداد تتجاذب وأن الشخص ينجذب إلى من يختلف عنه فأعتقد أن من غذى هذه الفكرة هي الأعمال الدرامية أكثر من غيرها، وربما رغبة البعض منا في إنجاح علاقة يشعر فيها بانجذاب لشخص مختلف عنه، أو ربما رؤيتنا أو سماعنا عن نجاح علاقات من هذا النوع بين شخصين مختلفين كليًا وكم أن كلًا منهما يكمل الآخر، وقد تكون هذه حقيقة بالنسبة للبعض، فقد يكون بالنسبة لهم أن يكون الطرف الآخر يماثلهم في كل شيء أمرًا مريحًا لكنه مملًا أيضًا! لذلك بعض الإثارة بالنسبة لهم شيء جيد، لكن هذه قد تكون حالات محدودة أو ليست القاعدة العامة بل من شذوا عنها.

فعلى أرض الواقع إذا تزوجت زينب المنظمة من حسين الفوضوي سيكون بينهما كل يوم خلاف وشجار عن رميه لملابسه في أرجاء المنزل، وإذا أعطى هشام الدقيق بمواعيده موعدًا لمصطفى الذي يتأخر دائمًا بمواعيده فقد يفسر هشام ذلك أن مصطفى لا يحترمه ولا يقدره لذلك لم يهتم بأن يتواجد في الموعد، نعم قد تكون هناك علاقة بين زينب وحسين أو قد تحدث علاقة صداقة أو عمل بين هشام ومصطفى لكنها ستكون علاقات متوترة لا تخلو من المشاكل طوال الوقت.