أول ما قرأت لكافكا كانت رواية "التحول" أو "المسخ" وأثناء القراءة شعرت بالغرابة من الأسلوب والحبكة والقصة وطريقة سير الأحداث فكلها كانت جديدة عليّ وأول مرة أقرأ شيئًا بهذا الأسلوب والقصة نفسها غريبة فهي تتحدث عن استيقاظ رجل من النوم ليجد نفسه قد تحول لحشرة! وقد شاركت مساهمة من قبل تتعلق بالرواية نفسها لكن اليوم أود التحدث عن هذا النوع من الأدب وهو الأدب العبثي.

عندما بحثت وجدت أن هذا النوع من الأدب الفلسفي ظهر في القرن العشرين تقريبًا بعد الحروب العالمية التي خلفت الكثير من الموت والدمار وانهيارًا في القيم الدينية والأخلاقية، فظهر هذا النوع من الأدب كرد فعل على هذا العالم الفوضوي الغير عادل ليبين عدم الجدوى من الوجود الإنساني في هذا العالم العبثي الفوضوي، ففي الأدب العبثي كما ذكرت كمثال رواية "التحول" تشعر الشخصيات بالاغتراب وتشعر أنت كقارئ أنه ليس هناك تسلسل أحداث منطقي أو متوقع والحبكة غريبة واستثنائية أو لا معقولة، شعورك العام سيكون في الغالب الاندماج مع القضية المعروضة أو فكرة القصة مع إحساسك بالغرابة.

في الحقيقة لا أتذكر أنني قرأت أي عمل أدبي عربي بهذه الخصائص من قبل، مع أن عالمنا العربي مليء بالصراعات والحروب قديمًا وحديثًا أي أن هناك مادة خام خصبة ومتوفرة بكثرة للعبثية، بل يمكننا حتى تصدير العبثية لمن يريد فهي تكفي لدينا وتفيض! ومع ذلك لم يظهر هذا النوع من الأدب العبثي هنا في العالم العربي!