العنوان هو اقتباس من كتاب الاكتئاب أسبابه وطرق علاجه لد. عادل صادق الذي يعتبر الاكتئاب من أكثر الأمراض التي تثير حيرته واهتمامه لأن الاكتئاب مناقض تمامًا للحياة، فليس الاكتئاب كما يتصور البعض مجرد شعور بالحزن فقط، لكنه حزن يمتد لأعماق الروح والعقل ولكل ذرة في جسد الإنسان فيعتصرها عصرًا من الحياة إلى أن تصبح الحياة أو مجرد أخذ النفس عبئًا وكل شيء في الحياة ثقيلًا ومملًا لا معنى ولا طعم له، وفي الحالات المتقدمة لا يكون للطعام مذاقًا ويكون كل شيئ مؤلمًا، ولا يستطيع المريض النوم وإذا نام فنومه عذاب وإذا استيقظ فأول فكرة تخطر بباله هو كم يكره الحياة ويكره نفسه ويكره أنه استيقظ ولم يمت.
فنعم مريض الاكتئاب يشعر بالحزن لكن ليس الحزن الذي من نوعية "أوه...فقدت راتبي" ولكنه حزن من نوعية "حسنًا... إن الحياة تنتهي وكل السعادة اختفت من الكون"! استهانة الناس بمرض الاكتئاب ربما هو ما يجعل الكثير منهم لا يعترف به كمرض! أو ما يجعل الأهل يرفضون علاج أبنائهم! أو ما يجعل البعض يعتقد أن علاج الاكتئاب يكون بتغيير الجو أو الفضفضة! أذكر بنت كانت تعاني من الاكتئاب ويرفض أهلها علاجها ومع انهيارها ورغبتها في الانتحار رضخوا للأمر وتم اصطحابها للطبيب النفسي على مضض، وكانت حالتها سيئة للغاية لدرجة أن الطبيب وصف لها عدة أدوية لتهدئتها وإبعاد فكرة الانتحار حتى يستطيع التحدث معها في الجلسة القادمة، وعلى الجانب الآخر بمجرد أن خرجت من عند الطبيب سألتها والدتها :" هل أصبحتي بخير الآن؟!!!!"
مريض الاكتئاب يكون في العادة وحيدًا حتى لو حوله كل عائلته أو يجلس بوسط ألف شخص، فهو في الغالب يفرض على نفسه العزلة وقليل من الناس من يفهم كيفية التعامل معه حتى أقرب الناس إليه، وإذا حاول العلاج ليتحسن كثيرًا ما يُقابل بالرفض وإذا سعى بنفسه للعلاج فللأسف تكلفة العلاج النفسي مرتفعة ولا يستطيع الجميع عليها، فماذا يفعل مريض الاكتئاب وحيدًا وسط كل هذا مع عدم وجود دعم معنوي ومادي؟
التعليقات