يقول الكاتب أنه كلما سعينا ليكون إحساسنا وشعورنا أفضل طوال الوقت كلما قل شعورنا بالرضا والسعادة، لأن ملاحقتنا وسعينا الدائم لشيء تعني أننا مفتقدين لهذا الشيء بالأساس وهذا ما يقوله القانون التراجعي للفيلسوف الآن واتس، فكلما كان لديك رغبة شديدة في الثراء كلما شعرت أنك فقير بغض النظر عما تجنيه من مال، وكذلك نفس الأمر بالنسبة للأمور غير المادية، فكلما كان لدينا رغبة شديدة في السعادة كلما شعرنا بكم نحن تعساء أو وحيدين بغض النظر عمن يوجد حولنا!

لكنني أختلف مع الكاتب صراحةً ولا أتفق معه بشكل كلي، فنعم تلك النصائح تبدو جيدة ولا تجعلنا نُثقل على أنفسنا بالسعي وراء الأشياء الخاطئة، لكن هذا لمن يسعى حقيقةً بطريقة تكاد تقطع أنفاسه وخاصةً وراء الأشياء غير الهامة، لكن ماذا عمن لا يسعى من البداية؟ أو من يظن أنه يسعى؟ أو من يسعى قليلًا ويظن أنه قد فعل كل ما بوسعه بينما هو في الحقيقة لم يفعل؟! هؤلاء إن قرأوا كلامًا كهذا أو اقتنعوا به فربما لن يفعلوا شيئًا بحياتهم!

كما أن السعي لشيء لا يجب بالضرورة أن يكون شيئًا سيئًا يُذكرك بما ليس لديك فربما يكون دافعًا للأمام ورغبة في النجاح، وأيضًا السعي لشيء أو الرغبة فيه بقوة لا يعني بالضرورة عدم امتلاكنا لهذا الشيء، فربما لدينا ونريد المزيد، وربما نريد المزيد ليس لأجلنا لكن لأجل أحد الأشخاص الذين نهتم لأمرهم أو حتى من أجل مساعدة أشخاص لا نعرفهم! وقد تجاهل الكاتب هذا الأمر أو ربما لم يذكره لأنه لا يؤمن به أو لا يدركه أو لا يهتم به.

لكن ماذا عنكم أنتم إلى أي مدى تتفقون مع مقولة "الرغبة في مزيد من التجارب الإيجابية تجربة سلبية، وقبول التجارب السلبية تجربة إيجابية"؟