كنت إلى وقت قريب عندما أسمع عبارة المسكين يتبادر إلى ذهني سريعاً صورة رجل فقير الحال متواضع العيش لا يملك من الدنيا إلا قوت يومه وأحياناً لا يجده، ذلك الرجل الذي يعيش حياة الشقاء والتعب ولا يترفه كما يفعل غيره من أصحاب الأموال.
ولكن صادفني كتاب ( المساكين ) لمصطفى صادق الرافعي، والحق يُقال أن الرافعي له أسلوبه الخاص والمميز في فلسفته للحياة وتعريفه للأمور، وأنا شخصياً يروقني أسلوبه وتسحرني معانيه، جذبني العنوان وأحببت أن أعرف فلسفته عن المسكين، وكما اعتدت من روعة الرافعي وجدت أن تفسيره للمسكين يختلف عن أي تفسير، أدركت وقتها أن المسكين ليس فقط قليل المال والحيلة وإنما الأمر أبعد من ذلك بكثير.
العديد ممن حولنا مساكين، بل قد يكون كل الناس مساكين، ولكن كل واحد فيهم يختلف في نقصه عن الآخر، قد يكون أحدهم مسكينا في الخُلق وقد يكون الآخر مسكينا في الطبع والقسوة وهناك مسكين غمرته شهواته...العديد من المساكين كل منهم مبتلى وكل منهم لديه حاجة.
منذ أن قرأت الكتاب تغيرت فكرتي عن المساكين وأدركت فعلاً أن ظواهر الأمور قد تكون خادعة، ففي عصر التقدم الحالي وعصر مواقع التواصل الإجتماعي أصبحت أنظر إلى الكثير ممن يظهرون ويتباهون بمدى استمتاعهم في الحياة بأنهم مساكين غارقون في النقص والحاجة، في الحقيقة الأمر أثار اهتمامي وفضولي جداً وجعلني أعيد النظر في الأمور.
ماذا عنكم، ما هو المسكين من وجهة نظركم؟ هل يمكن أن يكون المسكين هو من لا يعرف أنه مسكين؟
التعليقات