عندما كنت اقرأ عن الجزء الخاص بحياة الإنسان البدائي في كتاب مختصر تاريخ العالم لچيرمي بلاك، تأكدت لدي فكرة كنت أعتقدها من قبل، وهي أن الزراعة غيرت حياة الإنسان وملامح العالم، فقد كان الإنسان قبل الزراعة يعيش على صيد الحيوانات وجمع الثمار والعيش في الكهوف، لكن بعد ظهور الزراعة أصبحت حياة الإنسان أكثر استقرارًا فاستأنس الحيوانات وترك الكهوف وعاش بالبيوت و شيئًا فشيئًا ظهرت الحاجة للصناعة وتطور العالم وبدأت الحضارة.
قرار الانتقال من الصيد وجمع الثمار إلى الزراعة والاستقرار قرارًا قد يكون أخذه أحد الأفراد حينها والذي حتى لا نعرف اسمه اليوم لكن فكرته وقراره غيرا شكل العالم بالكامل، وإذا كان هذا المثال بعيدًا وقديمًا للغاية لتتخيل قوة تأثيره الآن، فدعني أذكر لك مثالًا آخرًا حديث نسبيًا، وهو ما فعله هتلر، الذي بسبب أفكاره وقراراته تسبب في الحرب العالمية الثانية التي غيرت وجه العالم الحديث نسبيًا.
في العادة قرارتنا تؤثر علينا شخصيًا أو قد يمتد تأثيرها للتأثير على محيطنا القريب، لكن بنظرة لتاريخ العالم نرى أن قرارًا واحدًا قد يُحدث سلسلة من التغيرات ليس في حياتنا فقط بل وحياة الآخرين والعالم بأكمله، لكن هل لذلك علاقة بمدى قوة وتأثير الشخص؟!، فهتلر نعم كان قائدًا، لكن الإنسان البدائي الذي اتخذ قرار الزراعة التي غيرت شكل العالم للأبد كان شخصًا عاديًا ولا نعرف حتى له اسمًا!
فلماذا برأيك بعض القرارات قد تؤثر علينا فقط، بينما قرارات أخرى قد تؤثر على العالم بأكمله؟
التعليقات