التاريخ مليء بالمواقف التي تتكرر، بأبطالها وتضحياتها وتحدياتها.
ما حدث في 7 أكتوبر يعيد إلى الأذهان خروج صلاح الدين الأيوبي إلى عسقلان، حيث استولى عليها الصليبيون وسقط فيها خيرة المسلمين شهداء. حينها، لم يسلم صلاح الدين من الاتهامات، فقيل إنه عصى أوامر الديوان الملكي، وإنه جلب لشعبه التهلكة. لكن رغم كل ذلك، كانت تلك الخطوة نقطة تحول فارقة مهدت لتحرير بيت المقدس لاحقًا.
من خلال مشاهدتي لمسلسل صلاح الدين الأيوبي، الذي قام بتمثيله فنانون أتراك، وتحديدًا في الحلقة الثانية، استنتجت هذا التشابه بين الماضي والحاضر. الأحداث التي عرضها المسلسل تعكس كيف أن قادة الأمة، عبر التاريخ، يُتهمون أحيانًا بسوء التقدير أو بجرّ شعوبهم إلى الهلاك، لكنهم في الواقع يكونون في صلب معركة التحرير والتغيير.
وبعد قرون، نشهد الآن مشهدًا مشابهًا في غزة. فقد استُشهد خيرة الرجال، ووجِّهت الاتهامات لقادة المقاومة بأنهم جلبوا الدمار والخراب. لكن كما كانت عسقلان بداية الطريق نحو التحرير، فإن ما يحدث اليوم قد يكون نقطة فاصلة في تاريخ القضية الفلسطينية.
التاريخ ليس مجرد أحداث تُسجل، بل هو دروس تُستلهم، وما يحصل اليوم في غزة تضحية مؤلمة قد تكون غدًا بداية فجر جديد يحمل الحرية والكرامة.
🖋️ محمد باحسين
التعليقات