بسم الله الرحمن الرحيم
مقتطفات من كتاب ( الأوبانيشادات الاولى )
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد،،،
كتاب ( الأوبانيشادات الاولى )، ترجمة وتحقيق: باتريك أوليفِل، نقله إلى العربية: وفيق فائق كريشات، الناشر: دار الفرقد، الطبعة الأولى: 2020م.
1- ( في وقت قريب من انقراض حضارة وادي السند، وبحسب النظرية التي شاع قبولها، وقعت هجرة كبيرة نسبياً لأحد الشعوب من الغرب إلى أعالي وادي السند. لقد كانوا قوماً رعاة ولكن أقوياء عسكرياً أطلقوا على أنفسهم اسم آريا (حرفياً: "النبيل" أو "المكرّم"؛ ومنه لفظة آريّ ). برهنت الدراسات اللغوية الحديثة أن لغة هؤلاء القوم، التي كُتب بها الأدب الفيدي القديم بما في ذلك الأوبانيشادات والتي صارت تُدعى لاحقاً السنسكريتية، تنتنمي إلى أسرة لغوية (يشار إليها عموماً بالهندو - أوروبية ) تشتمل على اليونانية واللاتينية وأكثر اللغات الأوروبية والهندية الشمالية الحديثة ومعها لغات إيران القديمة والحديثة. يوحي توزيع اللغات بزمرة من الأقوام الرعوية الرحّل تربطهم أواصر القربى هاجروا فعبروا إلى أوروبا كما اتجهوا نحو المشرق فاستقروا أولاً في إيران ثم أخيراً في شمالي الهند ). الصفحة ( 37 - 38 ).
2- ( سيطر الآريون على الجماعات السكانية الأهلية خلال معظم شمالي الهند. ربما كان لبراعتهم العسكرية الفائقة أسبابٌ كثيرة، بيد أن ما كانوا يملكونه من خيول وعربات تجرها الخيول قد شكل عاملاً مهماً لا محالة. لقد ظل الفرَس رمزاً مركزياً للسلطة المَلَكية في الهند القديمة، وأصبح قربان الفرس الذي يظهر على نحو بارز في الفصل الافتتاحي من أوبانيشاد بريهادارانياكا التعبيرَ الشعائري الأساس على تلك السلطة. بيد أن سيطرتهم لم تكن عددية بالضرورة. ويشير إردوزي إلى أن "الأدلة على واسع الاستيطان لوادي الغانج بحلول أواخر الألف الثانية قبل الميلاد توحي بأن السكان المحليين كانوا عددياً هم المهيمنون على نحو ساحق". هذه الخلطة من الأقوام المحلية والآرية هي التي شكّلت المجتمع الفيدي.
الظاهر أن غير الآريين الذين أُخضعوا قد أُنزلوا على العموم إلى الطبقة السفلى من البنية الاجتماعية الرباعية الأجزاء الآخذة بالانبثاق: (1) الطبقة النخبوية من الحكام ومعهم العسكر ويشار إليها عموماً باسم كشاتريا؛ و(2) طبقة البراهمة الكهنة المتوارثين؛ و(3) الزمرة الكبرى من الفلاحين والحرفيين المعروفة باسم فايشيا؛ وأخيراً (4) زمرة شودرا، وتشتمل على جم غفير متنافر من الناس، بما في ذلك غيرُ الآريين المخضعون والخدمُ والعبيدُ. دعيت هذه الزمر الاجتماعية الأربع باسم فارنا ( حرفياً: "لون" )، وتتألف الثلاث الأولى منها من الآريين من حيث النظرية على الأقل ). الصفحة ( 38 - 39 ).
3- ( كانت قسمة فارنا قد أصبحت مركزية لاهوتياً بحيث إن إحدى ترانيم الخلق تصوّر انبثاق الطبقات الأربع من فم رَجلٍ بدئي (بوروشا ) (البراهمة) ومن ذراعيه (كشاتريا) ومن حقويه (فايشيا) ومن قدميه (شودرا)، رجلٍ خُلق الكون من تقديمه قرباناً وتقطيع أوصاله ). الصفحة ( 40 ).
4- ( من الراجح أن أبرز العلامات لتأثير الأقوام البلدية قد كانت في الناحية الاقتصادية. لقد تبنى الآريون، وكانوا من أصحاب قطعان المواشي الرحّل، الكثير من نظام البلديين الاقتصادي؛ كان اقتصاد المجتمع الفيدي على طول وادي الغانج أثناء 1000 - 600 قبل الميلاد تقريباً اقتصاداً زراعياً على وجه العموم، وإن استمرت تربية الحيوان، ولا سيما المواشي، في لعب دور مهم، فكان البقر رمزاً للمال. لقد أصبح الرز، وهو من حبوب إقليم الغانج البلدية، طعامهم الرئيس. وهاهنا أيضاً أدلة على الحِرَف، ولا سيما الفخار والنسيج والمصنوعات المعدنية. وتشهد النصوص الفيدية نفسها على وجود التجارة والتجار. بيد أن الاقتصاد كان زراعياً بصورة أساس وكان عماده القرية؛ ظل المجتمع الفيدي مجتمعاً عماده القرية بصورة أساس إلى نحو القرن السادس قبل الميلاد ). الصفحة ( 40 - 41 ).
5- ( فالجغرافيا الشاسعة المعروفة لدى الأوبانيشادات تشير إلى السهولة النسبية للسفر والتجارة خلال معظم شمالي الهند. وهي تذكر إقليم غاندهارا في الشمال الغربي وإقليم فيديها في الجنوب الشرقي، وهما إقليمان يفصل بينهما 1600 كيلومتر أو تزيد. فلقد سافر الناس مسافات بعيدة ليس فقط للتجارة بل لاكتساب المعرفة أيضاً ). الصفحة ( 42 - 43 ).
6- ( تأليف الأوبانيشادات
تُعنى القضية الثانية ذات الصلة بتاريخ الأوبانيشادات الأدبي بتأليفها. من هم مؤلفوها؟ أين أُلفت ومتى؟ هذه مسائل يصعب الجواب عليها، لأن الأوبانيشادات وصلت إلينا كوثائق مجهولة المصدر، وما عدا الأدلة الداخلية في النصوص نفسها، فما من أدلة خارجية في ما يتعلق بتأليفها أو تاريخها ). الصفحة (50-51).
7- ( في البدء كان هذا العالم بدناً ( آتمان ) واحداً فحسب وعلى هيئة إنسان. ونظر حوله فلم ير إلا نفسه. كان أول شيء قاله: "ها أنا ذا!" ومن هنا أتى الاسم "أنا" إلى الوجود. من أجل هذا، وحتى في يومنا هذا، عندما تنادي أحداً، فإن أول ما يقوله: "هذا أنا،" ثم يذكر ما له من اسم سوى ذلك ). الصفحة ( 99- 100 ).
8- ( هذا الشيء الأعمق، هذه الذات ( آتمان ) - أعز من الابن، أعز من المال، أعز من كل شيء سواه. إن ادعى إنسان أن شيئاً سوى ذاته عزيز عليه، وقال له أحد إنه سوف يفقد ما يعزه، فإن ذلك الفقد عرضة للحدوث. فعلى الإنسان أن يعد ذاته فقط عزيزة عليه. فإذا الإنسان ذاته فقط عزيزة عليه، فإن ما يعزه لا يهلك أبداً ). الصفحة ( 102 ).
9- ( فقال آرتابهاغا من جديد: "قل لي، يا ياجنافالكيا - عندما يموت الإنسان، هل تفارقه أنفاسه أم لا؟" فأجاب ياجنافالكيا: "لا تفارقه. إنها ترتكم داخل هذا البدن بعينه، فتؤدي إلى تورمه وانتفاخه. ولهذا ينطرح الميت منتفخاً" ). الصفحة (131).
10- ( "الآن، لهذا الشخص مكانان فحسب - هذا العالم والعالم الآخر. وعالم ثالث، هو مكان الحلم حيث يلتقي الاثنان. إنه يرى، في وقوفه هناك في المكان حيث يلتقي الاثنان، ذينك المكانين كليهما - هذا العالم والعالم الآخر. الآن، ذلك المكان هو بمنزلة المدخل للعالم الآخر، وفي حركته خلال ذلك المدخل يرى الأشياء السيئة والمباهج كلتيهما.
إنه يحلم على هذا النحو. يأخذ مواد من العالم بأسره، وإذ يفرّق بينها بمفرده ثم يجمع بينها بمفرده، فإنه يحلم بأَلَقه هو، بضيائه هو. في ذلك المكان يصبح هذا الشخص ضياءً له هو. ليس في ذلك المكان مركبات، وليس فيه عربات تجرها خيول مترادفة، وليس فيه طرق؛ بيد أنه يخلق لنفسه مركبات وعربات وطرقاً. ليس في ذلك المكان متع أو ملذات أو مسرات؛ بيد أنه يخلق لنفسه متعاً وملذات ومسرات. ليس في ذلك المكان أحواض أو برك أو أنهار؛ بيد أنه يخلق لنفسه أحواضاً وبركاً وأنهاراً - لأنه خالقٌ. في هذا الموضوع هذه الأبيات:
إذ يغلب الدنيا البدنية بالنوم،
ويبقى يقظان، فإنه يتأمل
الحواس النائمة.
يؤوب إلى مكانه، آخذاً الضياء،
الشخص الذهبي!
طائر الإوز الفرد!
إذ يحرس العش الأدنى بالنفَس،
يهيم الخالد خارج العش؛
يذهب الخالد أنى شاء -
الشخص الذهبي!
طائر الإوز الفرد!
إذ يسافر في النوم إلى أماكن عليا ودنيا،
يخلق الإلهُ الكثيرَ من الصور المرئية -
مرة يلاعب النساء،
وتارة يضحك،
وطوراً يرى أشياء مخيفة.
كل ما يرونه هو ميدان لذته؛
أما هو فلا يراه أحد أبداً ). الصفحة ( 161 - 162 ).
11- ( ثم إن غاوتاما جاء إلى محله برافاهانا جايفالي. أعطاه جيافالي كرسياً وأمر بجلب الماء له، ثم قدّم له وجبة الطعام الخفيفة التي تقدَّم للضيف المكرم ثم قال: "سوف نمنح الموقر غاوتاما أمنية ".
فقال غاوتاما مجيباً: "بما أنكم قد وعدتم أن تمنحوني أمنية، فلتخبروني بما قلتم لولدي ".
"لكن هذه، يا غاوتاما، من صنف الأمنيات الإلهية،" كان رد جايفا. "لمَ لا تتمنى أمنية من أماني البشر؟"
فأجاب غاوتاما: "إن لدي، كما تعلمون، ما قُسِم لي من الذهب والبقر والخيل والجواري والبطانيات والملابس. فلا تبخلوا علي، أيها المكرم، بإعطائي ما هو فوق ذلك - بإعطائي ما هو لامتناهٍ ولا مقيّد".
"سيكون عليك، إذاً، يا غاوتاما، أن تطلبه بالطريقة الصحيحة".
"إنني أجيء إليك، يا مولاي، تلميذاً".
بهذه الكلمات فحسب كان الأقدمون يضعون أنفسهم تلاميذ تحت معلم. وعاش غاوتاما هناك تلميذاً علانية… ) الصفحة ( 194 ).
12- ( وهكذا قال شيلاكا شالافاتيا لتشايكيتايانا دالبهيا: "هلمَّ، سأطرح عليك مسألة". فأجاب: "هات".
"إلى أين يفضي سامان؟"
"الصوت".
"إلى أين يفضي الصوت؟"
"النَفَس".
"إلى أين يفضي النَفَس؟"
"الطعام".
"إلى أين يفضي الطعام؟"
"الماء".
"إلى أين يفضي الماء؟"
"العالم هناك في الأعلى".
"إلى أين يفضي ذلك العالم؟"
فأجاب: "لا ينبغي للمرء أن يتكلّم في ما وراء العالم السماوي. إننا نأتي بسامان كي يستقر في العالم السماوي، لأن السماء هي الموضع الذي يغنّى منه سامان".
هنالك أخبر شيلاكا شالافاتيا تشايكيتايانا دالبهيا: "من الواضح جداً، يا دالبهيا، أن سامانك يفتقر إلى أساس. فلو قال لك الآن أحد ما: ’سيتحطم رأسك!‘ فإن رأسك سيتحطم".
"حسناً، إذاً، فلأتعلمه منك، يا سيدي".
فأجاب: "أفعل ذلك".
"إلى أين يفضي ذلك العالم؟"
فأجاب: "هذا العالم".
"إلى أين يفضي هذا العالم؟"
فأجاب: "لا ينبغي للمرء أن يتكلم في ما وراء العالم الذي هو الأساس. إننا نأتي بسامان كي يستقر في العالم الأساس، لأن هذا الأساس هو الموضع الذي يُغنّى منه سامان".
هنالك قال برافاهانا جايفالي: " من الواضح جداً، يا شالافاتيا، أن سامانكَ محدود. فلو قال الآن أحد ما: ’سيتحطم رأسك!‘ فإن رأسك سيتحطم".
"حسناً، إذاً، فلأتعلمه منك، يا سيدي"
فأجاب: "افعلْ ذلك".
"إلى أين يفضي هذا العالم؟"
فأجاب "المكان. من الواضح أن من المكان تنشأ هذه الموجودات كلها، وفي المكان تُمتصّ أخيراً؛ ذلك أن المكان قد وُجِد بالفعل قبلها وفي المكان تنتهي أخيراً. هذا هي الأنشودة العليا الأوسع؛ هذه بلا حد. إذا عرفها أحد ما على هذا النحو وقر هذه الأنشودة العليا الأوسع، كان له الذي هو الأوسع وفاز بأوسع العوالم" ). الصفحة ( 223 - 224 - 225 ).
13- ( هنالك علّمته النار المنزلية: "الأرض والنار والطعام والشمس - أنا الشخص الذي يراه المرء في الشمس؛ فأنا أولئك كلهم".
"إذا عرف أحدٌ هذا ووقره على هذا النحو - فإنه يخلّص نفسه من سيء الأعمال؛ ويزوّد نفسه بعالَم؛ ويعيش طويلاً ويبلغ سني عمره كاملة؛ ولا تموت سلسلة خَلَفه. سنخدمه في هذا العالم والذي يليه - إذا عرف أحدٌ هذا ووقره على هذا النحو".
"ثم إن النار الجنوبية علّمته: "المياه والجهات والنجوم والقمر - أن الشخص الذي يراه المرء في القمر؛ فأنا أولئك كلهم".
"إذا عرف أحدٌ هذا ووقره على هذا النحو - فإنه يخلّص نفسه من سيء الأعمال؛ ويزوّد نفسه بعالَم؛ ويعيش طويلاً سني عمره كاملة؛ ولا تموت سلسلة خَلَفه. سنخدمه في هذا العالم والذي يليه - إذا عرف أحدٌ هذا ووقره على هذا النحو".
وأخيراً، علّمته نار التقدمة: "النَفَس والمكان والسماء والبرق - أنا الشخص الذي يراه المرء في البرق؛ فأنا أولئك كلهم" ). الصفحة ( 261- 262 ).
14- ( يليه، ثلاث صيغ من توقير سارفاجيت كاوشيتاكي. الآن، هذا ما كان من عادة سارفاجيت كاوشيتاكي في توقير الشمس الطالعة. كان يحضر ماءً، وقد ارتدى ثوبه الأعلى في وضعية القربان، فيصبه في قِدر الماء ثلاث مرات، ويقول: "أنت التي تلقتطين! التقطي خطيئتي!" وكان من عادته أن يتعبد لشمس الظهيرة على النحو نفسه بالضبط، قائلاً: "أنت التي تحصدين! احصدي خطيئتي!" وكان من عادته أن يتعبد للشمس الغاربة على النحو نفسه بالضبط، قائلاً: "أنت التي تلتقطين على التمام! التقطي خطيئتي على التمام!" فكانت الشمس تلتقط على التمام كل خطيئة ارتكبها بالنهار أو الليل.
على المثال نفسه، إذا عرف الإنسان هذا وتعبد للشمس على النحو نفسه بالضبط، فإن الشمس تلتقط على التمام كل خطيئة يرتكبها بالنهار أو الليل.
علاوة على ذلك، كل شهر وفي الليلة الأولى للهلال ينبغي للمرء أن يتعبد للقمر إذا أصبح مرئياً في الغرب مستعملاً الطريقة نفسها بعينها. أو، عدا ذلك، له أن يقذف ورقتين من العشب خضراوين في اتجاهه، قائلاً:
قلبي، عودُ الإيقاد اللطيف،
موضوع داخل القمر -
إني، على ما أظن، عارف بهذا.
فليتني لا أحتاج إلى أن أبكي سوء حظ أولادي!
وبالفعل، لن يموت أولاده قبله ). الصفحة ( 368 - 369 ).
15- ( الآن، إذا رجع الرجل من سفر، فليشمّ رأس ابنه، قائلاً: من بدني انبثقت - من كل بوصة!
من قلبي وُلدت!
أنت نفسي يا بني، لقد أنقذتني!
لتعش مئة سنة!
وعند قوله ذلك يمنحه الاسم.
كن صخرة! كن فأساً!
كن ذهباً لا يُكسر!
أنت اللمعان المدعو ابناً!
لتعش مئة سنة! ). الصفحة ( 371 - 372 ).
16- ( إذا ما أُحكم الإمساك بأعنة الحواس،
كان ذلك يوغا، هكذا يظن الناس.
عندئذ يكون الإنسان خلواً من الملهيات،
ذلك أن اليوغا هو المجيء - إلى - الوجود،
وهو أيضاً الكف - عن - الوجود ). الصفحة ( 435 - 436 ).
17- ( ذلك الله، صانع الكل، الذات ( آتمان ) الضخمة، ساكن دائماً في قلوب الناس. بالقلب، بالبصيرة، بالتفكير قد تؤمِّل. الذين يعرفون هذا يصبحون من الخالدين.
لما كانت الظلمة، لم يكن يومئذ نهار ولا ليل، لا الموجود ولا اللاموجود - كان اللطيف وحده. كان هو الباقي، كان هو "[المجد] الممتاز لسافيتري"، ومنه خرجت الحكمة القديمة.
لا أحد سيمسك به من فوق أو من جانب أو في الوسط. لا شبَهَ له، مَن اسمه المجد الضخم.
مظهره وراء نطاق البصر؛ لا يستطيع أحد رؤيته ببصره. الذين يعرفونه على هذا النحو بقلوبهم - هو، المقيم في قلوبهم - وبالبصيرة يصبحون من الخالدين.
"هو الذي ليس بمولود!" - هكذا يتخذ بعضهم، وقد ملأه الهولُ، ملاذَه برودرا - "احمني دائماً بوجهك اللطيف ذاك!"
"لا تؤذنا في ذريتنا أو خَلَفنا، في حياتنا، في أنعامنا أو خيلنا. لا تقتل في غضبك، يارودرا، شجعاننا. بسكائب في أيدينا، ندعوك إلى عرشك" ). الصفحة (458).
18- ( أبهيبراتارين كاكشاسيني: شخص ذو نسب ملكي في قوم كورو يظهر في نصوص قديمة عدة داخلاً في نقاشات لاهوتية. يورد أن بنيه تقاسموا أملاكه وهو على قيد الحياة ). الصفحة ( 511 ).
19- ( أودّالاكا آروني: حاملاً اسم غاوتاما أيضاً، كان معلماً مشهوراً من إقليم كورو - بانتشالا وأباً لشفيتاكيتو المساوي له في الشهرة. مع أنه يقال في إنه كان معلم ياجنافالكيا، فإن ياجنافالكيا يقدَّم في ما سوى ذلك كفؤاً لأودّالاكا وهازماً له في المناظرة. الفصل السادس من CU بتمامه مكرس لبسطِ أودّالاكا القولَ بأن "الموجود" (سات) هو مصدر الموجودات كلها، حيث يقدّم هذا الاعتقاد الجديد رافضاً الرأي القديم بأن "الموجود" قد انبثق من "اللاموجود" ). الصفحة (525-526).
20- ( فارونا: أحد الآلهة الكبار في الكتب الفيدية الأولى، يُعد صاحب السيادة العظمى وحافظ النظام الطبيعي والأخلاقي. يصبح على نحو متزايد مقترناً بالمياه، ويصبح مقره متوضعاً في ضمن المحيط. في العصر الذي تمثله البراهمانات والأوبانيشادات، يخبو الدور الكوني لفارونا مع بروز براجاباتي بصفته الإله الخالق الأعلى). الصفحة (527).
21- (ياجنافالكيا: يشغل موقعاً مركزياً في SB كمرجع في الأمور الشعائرية وفي BU كمعلم للاعتقادات الباطنية. تقليدياً يُحسب له تأليف يا جورفيدا الأبيض. تسويته الختامية مع زوجتيه، كاتياياني ومايتريي، ورحيله لاحقاً عن دياره إلى ما يُحتمل أنها طريقة نسكية في العيش مرويان مرتين في BU في 42. و 54. يظهر كشخص فكاهي وتهكمي وفي كثير من الأحيان غير موقر). الصفحة (528).
22- (كما ينجلي الرعد … بالعسل: باختصار، القصة وراء هذه الفقرة هي كما يلي. كان دادهيانتش يعلم المكان الذي وضِع فيه العسل بيد أنه كان محظوراً عليه من إندرا أن يكشف عنه. فعَمَد الأشفينان إلى استراتيجية استبدال رأس دادهيانتش برأس فرس. عندئذ علّمه دادهيانتش للأشفينين، ولما نفّذ إندرا تهديده، استرد الأشفينان لدادهيانتش رأسه الأصلي. البطلان المخاطبان في القطعة هما الأشفينان، ومهارتهما الرائعة راجعة إلى استبدال رأس الفرس. في هذه الفقرة وما يليها، يُطابق المؤلف بين اعتقاد العسل المعطى سابقاً وبين التعليم الأسطوري الذي أفشاه دادهيانتش إلى الأشفينين). الصفحة (539 - 540).
كتاب ( الأوبانيشادات الاولى )، ترجمة وتحقيق: باتريك أوليفِل، نقله إلى العربية: وفيق فائق كريشات، الناشر: دار الفرقد، الطبعة الأولى: 2020م.