مررت بقصة مؤخرا لخطيب مصري توفي جراء ذبحة قلبية بسبب كلمة جارحة وشتيمة قوية للدين ولشخصِه داخل المسجد، لم يتحمل الألم والقهر، والواقع مليئ بقصص مشابهة عن خطورة الكلمة غير الموزونة في غير محلها.. وجميعا نعرف الحديث الشهير: "وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم؟". على الجانب الآخر عندما نقلب العملة، نجد أن الشجاعة في الكلام أحيانا ضرورية لعدم السكوت عن الباطل وكذا.
هذا التباين بين متى نتكلم، ومتى نصمت.. لقي صدى معتبرا في عدة كتب، أعجبني منها تناول كتاب"the art of being right" لهذه القضية حيث أشار الى أن استخدام الكلمات للتفوق الجدلي تحديدا يمكن أن يؤدي لنتائج ضارة إذا لم تستخدم بعناية. فيدعو فيه لإعادة التفكير قبل التصرف، معتبرا أن اختلاف المواقف يتطلب جرأة التعبير في بعضها، و حكمة التريث في الآخر.
فأما برأيي، فمتى كانت الكلمة قاصدة للحق، تراعي الأولويات والمصلحة العامة على الخاصة، تحقق مصلحة أو تدرأ مفسدة، أقل بذاءة. فالكلام أولى من الصمت. وأما إن كانت لا تصب في الخير (فليقل خيرا أو ليصمت) فالصمت هنا أولى.
والآن سؤالي عن وجهة نظركم، فليشاركنا كل واحد منكم متى يقرر الكلام ومتى يفضل الصمت، وبناءا على أي معايير، سواء في المناقشات أو الجدالات، أو في مواقف الحياة عامة.
التعليقات