في الرواية الأمريكية "الفتاة من البحر"، تواجه البطلة خوفها العميق من البحر الذي يعكس رحلة بحثها عن ذاتها وشجاعتها. رغم أن البحر يمثل مصدرًا للأمل وللتحديات الجديدة، إلا أنه أيضًا يشكل مرآة لمخاوفها وترددها. وبينما تسعى البطلة لكسر هذا الخوف، تبدأ رحلة التحول واكتشاف القوة التي تكمن داخلها. كم مرة نجد أنفسنا نواجه شيئًا مماثلًا في حياتنا الواقعية؟ عندما يطلّ علينا خوف من اتخاذ خطوة جديدة أوالتغيير نحو الأفضل، سواء في الحياة المهنية أوالشخصية، نميل أحيانًا إلى الانسحاب أوالتمسك بالأمان. لكنّ هناك من يُقرر مواجهة هذا الخوف، ولو كان ذلك يعني الفشل أو مواجهة ماضٍ مؤلم.أعرف زميلا، كان يخشى ترك تخصصه الذي يضمن له منصبا بعد التخرج لكنه غير مُرضٍ بالنسبه له ولم يتميز فيه، ومع ذلك، اتخذ قرارًا جريئا وغيّره ليتابع شغفه في التميز في اللغات الغريبة رغم عدم ضمان النجاح لقلة تداول هذه اللغات أساسا، واجه تحديات صعبة، لكنه اكتشف جوانب جديدة في نفسه، وتعلم كيف يحوّل الشك إلى قوة. اليوم، أشهد له بنجاح ملحوظ! ويعمل كمدرس خاص لهذه اللغات في معهد خاص وقد أُتيحت له فرصة السفر حتى في عمر مبكر بسبب تميزه، ويقول إنه عاش تجربة تحرّر حقيقية قادته ليكون أقوى مما كان يتصور.
يدفعنا ذلك للتفكير مليا في هذا التساؤل: هل مواجهة بحر الخوف دوما تحرّر وسبيل للارتقاء أم ترون أن في الحفاظ على الأمان قوة قد لا نفهمها إلا بعد تجربة الفشل؟
التعليقات