من أوائل روايات دوستويفسكي هي الفقراء، وتدور حول حياة الفقراء في روسيا وكيف يحاولون الحياة في ظل ظروف صعبة اقتصادية واجتماعية وأحد أبطال الرواية يحاول جاهدا أن يكون له مكانة اجتماعية مقبولة في المجتمع ولكن تواجهها مشاكل عديدة من حيث ملابسه أو حتى قدرته على التكيف وسط زملائه في العمل، بل أكثر من هذا فهو ليس لديه المقدرة على الارتباط بحبيبته بسبب هذه الظروف الاقتصادية التي يمر بها، رغم أن القصة قديمة جدا ولكنها تعبر عن مشكلة اجتماعية موجودة حتى وقتنا الحالي وكيف يمكن أن يؤثر الفقر على مستقبل حياة الفرد وعلاقاته مع الأخرين؟ فيقول أحد شخوص الرواية " نحن لا ترتدي المعاطف لأنفسنا، ولا ننتعل الجزمات لذواتنا وحسب، وإنما من أجل الناس، إن حاجتي للمعطف والجزمة هي لغاية صوت الشرف والحفاظ على السمعة." فالفقر قد يكون عائقا لأنه يحرم الشخص في أوقات كثيرة من فرص عمل في أماكن أفضل لأنه لا يمتلك المال الكافي لتحمل تكاليف العمل في هذه الظروف التي تهتم بالمظهر الخارجي، والموضوع متطور أكثر من أن يكون الفرد فقيرا جدا، فحكى لي صديق سعودي أن له صديقا أضطر إلى تغيير سيارته بعد أن أخذ قرض لأنه وجد أن سيارته لا تناسب المظهر الاجتماعي للوظيفة والشركة التي يعمل بها، فتكلف فوق طاقته لكي ينخرط وسط هذه البيئة الجديدة. فبرأيك كيف يمكن أن يؤثر الفقر على مستقبل العلاقات الاجتماعية؟ وإلى أي مدى يمكن أن يحرم الفقر الشخص من الترقي مجتمعيا؟
رواية الفقراء : كيف يمكن أن يؤثر الفقر على مستقبل العلاقات الاجتماعية؟
التعليق السابق
كان هذا رأي أحد الأبطال بالفعل أنه ما فائدة أن تكون غنيا ولكنك تعامل الناس بطريقة غير جيدة، فالغنى ونحن نعلم هذا أنه ليس غنى المال فقط ولكنه غنى النفس، ولكن لا يجب أن ننكر أن المال له تأثير كبير على حياة الأفراد وخاصة الفقراء لانخراطهم في المجتمع والعمل وإلا لظلوا في خط الفقر لا يمكنهم الفرار منه.
بالطبع المال له تأثير لكنه يظل وسيلة وليس هدف فى حد ذاته، فالقضية أننا اتخذناه هدف فصرنا نبتعد عن كل فضيلة فى سبيل الحصول عليه .
ـأعتقد أن نريد أن نحدد أى فقر بالضبط ففى حديث ( من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا)
أليس هذا يعتبر غنيا؟!
التعليقات