تجلس إمرأة فى أواخر العشرينات فى حديقة منزلها الأمامية، تحمل كوب من  القهوة بين يديها وتنظر إلى الأمام ، تشعر أنها ساكنة فى تلك اللحظة، فظلت تحدق إلى الأمام بزهن صافى ، ويكأنها خارج نطاق الزمن.

  أعادها إلى زمانها بكاء طفلها ذى الخمس سنوات،يصرخ ويصيح

-أمى أين أنت ؟ألم أخبرك ألا تبتعدى عنى وأنا نائم؟!  قالها وهو غارق فى دمعه حملته بين ذراعيها وأخذت تهدأ من روعه.

- أسفة نور عينى ونبض قلبى ؟

أخذت تردد بعض أيات القرأن الكريم، هكذا هدأ الصغيروغاص فى نوم عميق بين ذراعيها، ظلت تداعب خصيلات شعره، تتأمل ملامحه ويكأنها أنجبته لتو.

كان صغيرها ووحيدها الذى أهداه لها القدر من حبيبها، فهو  نبض حياتها وسر تمسكها بتلك الحياة بعدما فقدت الأخبار عن زوجها.

#رواية_قَدَرْ

#منى_مهير