▪︎ كتاب: ولدت هناك... ولدت هنا
▪︎ تأليف: مريد البرغوثي
▪︎ الناشر: رياض الريس للكتب والنشر
▪︎ النوع: أدب مقاوم
▪︎ عدد الصفحات: 284
▪︎ تقييمي: ⭐⭐⭐⭐⭐
ما هي المشاعر التي تراود أباً مغترباً حقق حلم حياته في إكساب ابنه هوية بلده الأم، بل جعله يزورها بعد 22 سنة؟، لا بد أن هذا الإنجاز ستتضاعف قيمته إن علمت أن البلد المقصود هو فلسطين.
في هذا الكتاب يروي مريد قصته الذاتية وابنه تميم في العودة إلى فلسطين، العودة إلى الجذور، إلى ذكريات الطفولة، إلى رام الله ودير غسانة، العودة لزيارة القدس والمشي على خطى المسيح في درب آلامه، زيارة المسجد الأقصى وكنيسة القيامة تماماً كالسائحين على الرغم من أنهم أبناء المكان وملاكه الأصليون، أي عبث هذا؟
الكتاب مقسم إلى عشرة فصول بعنوان رئيسة (السائق محمود، الأب والابن، عمارة الياسمين، ولدت هناك ولدت هنا، بطاقة الهوية، ساراماغو، الحمرا، ما لم يخطر على البال، زيارة الفجر).
يتناول في كل فصل جانب مختلفاً يمثل جزءاً من قطعة الليغو التي يقدمها.
تتميز الرواية بحميمية الوصف وقربها من الإنسان، إذ استخدم الكاتب مفردات بسيطة من الحديث اليومي.
❞ على مرمى البصر أشجار زيتون ضخمة مُقْتَلَعة من قراميها، ملقاة كجثث مُهانة في العراء أقول هذه الأشجار قتْلَى، وهذه البرّيّة قبرها الجماعيّ المفتوح وراء كل شجرة زيتون تقتلعها الجرّافات الإسرائيلية ثمة شجرة أنساب لفلاحين فلسطينيين تسقط عن الحائط.
الزيتون في فلسطين ليس مجرد مِلْكية زراعية، إنه كرامة الناس، هو نشرة أخبارهم الشفهية، حديث مضافاتهم في ليالي السمر، بَنْكُهُم المركزيّ ساعةَ حساب الربح والخسارة، نجمُ موائدِهم، ورفيقُ لقمتهم. هو بطاقة الهوية التي لا تحتاج إلى أختام ولا صوراً ولا تنتهي صلاحيتها بموت صاحبها، تظل تدل عليه، تحفظ اسمه وتباركه مع كل حفيد جديد وكل موسم جديد. ❝
❞ أقول لنفسي: يمكن للماشي أن يقطع هذا الوادي على قدميه، يمكن للخيول والبغال أن تتدبر أمرها لاجتياز هذه التعريجات الوعرة، لكن كيف تستطيع ذلك سيارة تكسي قديمة تحمل سبعة ركاب بحقائب سفرهم، يلاحقها الضباب والمطر وجيش «الدفاع» الإسرائيلي بكمائنه السرّية خلف الأشجار؟ أقول هذا الشاب الفلسطيني يحاول صنع معجزة صغيرة دون أن يدري، يمارس بطولة خلا يعي أنها بطولة هو سائقٌ موظف، يريد أن يتقن عمله الروتيني الذي يتقاضى منه مرتبه الشهري الآن هو قائد هذه الرحلة ولا يريد أن يخذلنا. نحن الآن شعبه الكامل العدد المكون من شيخ وامرأتين، سافرة ومنقبة ورجل قصير القامة وآخر بدين وطالب جامعي وشاعر يدهشه ما يرى ولا يريد خدشه بالكلام.❝
تروي الرائعة حكاية الشعب الفلسطيني اليومية، تبين تجبر الاحتلال عليهم من خلال تفاصيل صغيرة كإغلاق الطرق والحواجز المكثفة وغيرها.
❞ من أقسى جرائم الاحتلال «تشويه المسافة» في حياة الفرد، نعم الاحتلال يغيّر المسافات، يخربها، يُخِلُّ بها، يعبث بها على هواه.
يغلق الاحتلال الطريق بين مدينتين فيجعل المسافة بينهما أضعاف ما تقوله خرائط الجغرافيا. الاحتلال يرمي صديقي في السجن فيجعل المسافة بينه وبين غرفة معيشته تُقاس بالسنوات وبأعمار أبنائه وبناته الذين سيأتون له بأحفاد لن يراهم.❝
يمكن اعتبار الرواية تأريخاً من نوع ذاتي، إذ لا يكتفي الكاتب بنقل الأحداث والوقائع كزيارة وفد الكتاب الأجانب لرام الله، بل ينقل تجربته الشخصية في التعامل مع السلطة الفلسطينية من خلال الإشراف على مشروع تديره وزارة الثقافة الفلسطينية.
يصور الكاتب الفساد المنتشر داخل دوائر السلطة الفلسطينية على اختلاف ترتيبها من خلال شخصية نامق، وهو كما صوره لنا كائن رخو يلاحقك أينما تذهب، حتى البصقة التي يتلقاها مستعد ليتغاضى عنها بل ويطبل لصاحبها إن كانت هناك فائدة ترجى منها ولو على المستقبل البعيد.
يذم الكاتب القيادات التي تسعى إلى الصلح مع إسرائيل باعتباره حلاً للصراع العربي الإسرائيلي، في نبوءة مستقبلية وكأنه يتحدث عن زمننا الحالي، والهرولة المخزية لبعض الدول العربية تجاه تطبيع العلاقات مع إسرائيل بحجة السلام.
❞ أفكر في ذلك وأقول إن زعماءنا «المعتدلين» الخائفين من الانتصار، والذين لا يعدّون له عدّته، هم من يعطي إسرائيل انطباعاً بأنها لن تعرف سوى النصر وأننا لن نعرف سوى الهزيمة مَن يطلق عليهم الغرب صفة «المعتدلين العرب» هم ذلك النوع من الساسة الذي يفضّل أن يقضي عمره وهو ينتظر ابتسامة من دبابة الاحتلال الإسرائيلي. هؤلاء السياسيون حظهم سيئ لأن الدبّابة لا تبتسم. الدبابة أيها الأذكياء الحكماء الواقعيون لا تعرف الابتسام .❝
في هذا الكتاب يسافر بنا مريد إلى فلسطين المحتلة، نعاني مع سكانها من أبسط الإجراءات التي ينصبها الاحتلال، فلا يشترط أن يكون العدوان قصفاً همجياً أو اقتحاماً شرساً، يكفي أن يوقف حياتك بكلمة منه وأن يسيرها بإيماءة دون أن يكون لك الحق بالاعتراض حتى.
❞من جرائم الاحتلال أنه يرغم الناس على الانتظار، انتظار المعابر والحدود ونقاط التفتيش، انتظار صدور الموافقات والتراخيص وانتظار ساعات الفتح والإغلاق ومنع التجول ورفعه، انتظار الانتهاء من التحقيق الجهنميّ، انتظار انتهاء مدة السجن، انتظار عودة التيار الكهربائي، وعودة الماء، انتظار كافة المواعيد والمهل التفاوضية التي يحددها لهم الغامض القابض على السلطة بإخفاء نواياه باستمرار. ثم إنهم أيضاً وأولاً يقضون أعمارهم «انتظاراً» لزوال الاحتلال ذاته، سنة بعد أخرى، وجيلاً بعد جيل.❝
ينفي الكاتب إمكانية التعايش بين العرب واليهود في ظل الأوضاع الحالية ويقدم برهانه المنطقي لذلك فلا يمكن التعايش مع السلاح الموجه نحوك.
❞ مشكلتنا مع اليهودي في هذه «الدولة اليهودية» كما يصرّ هو على تسميتها، أن ثلاثة أو أربعة أجيال فلسطينية لم تر من اليهوديّ إلا خوذته لم تر هذا اليهوديّ إلا بالكاكي، ويده على الزناد لم تره إلا قنّاصاً في نافذة، أو ضابطاً في دبابة أو مجنّداً على حاجز يقطع الطرق، أو حارسَ سجون يدقّ كعبه الحديدي أمام بوابات الزنازين وفي الممرات الطويلة الفاصلة بينها، أو يداً غليظة في غرف التحقيق، حيث يبيح القانون الإسرائيلي ممارسة ما يسمونه «الضغط الجسدي المعتدل»(!) على المتهمين لانتزاع الاعترافات يسألني كثير من الصحافيين في الغرب الذين يتجاهلون الاحتلال الإسرائيلي تجاهلاً مدروساً وخبيثاً أيضاً إن كان الشعب الفلسطيني مستعداً حقاً للتعايش مع اليهود، فأردّ بأننا تعايشنا معهم طوال مئات السنين في فلسطين والبلاد العربية والأندلس، وأن أوروبا التي تلومنا وتحاسبنا هي التي لم تستطع التعايش معهم وهي التي أرسلت ملايين منهم إلى المحرقة بلا رحمة، لكن المطلوب منا اليوم، ومنذ احتلالهم العسكري لأراضينا، هو التعايش مع دبّاباتهم في غرف نومنا! أقول لهم دلّوني على إنسان واحد في هذا العالم يستطيع العيش مع دبابة في غرفة نومه.❝
هذا الكتاب محاولة لإيصال صوت الشعب الفلسطيني إلى الخارج، لانتواع حقهم في رواية حكايتهم بأنفسهم.
❞ يجب أن نكسر حالة الإنكار التي يواجهنا بها العالم. سنروي الرواية كما يجب أن تروى. سنروب تاريخنا الشخصي فرداً فرداً، سنحكي حكايتنا الصغيرة كما عشناها وكما تتذكرها أرواحنا وأعيننا وخيالاتنا لن نترك التاريخ تاريخاً للأحداث الكبرى وللملوك والضباط وكتب الرفوف ذات الغبار سنقص وقائعنا الفردية وسِيرة أجسادنا وحواسنا التي تبدو للغشيم سيراً تافهة ومفككة وبلا معنى.
المعنى مرسوم فينا، فرداً فرداً، نساءً ورجالاً وأطفالاً وشجراً وبيوتاً وشبابيك ومقابر لا يُعزَف أمامها السلامُ الوطنيّ، ولا يتذكرها مؤرخٌ قلمه أعمى. سنعيد التاريخ تاريخاً لمخاوفنا وهواجسنا وصبرنا وشهوات مخداتنا وشجاعاتنا المرتجلة، تاريخاً لتدبير وجبة عشاء.
سنجعل انقطاع الكهرباء عن بيوتنا لساعتين حدثاً مهماً لأنه حدث مهم سنجعل نظرة طفل إلى مقعد زميله الفارغ في الصف الرابع الابتدائيّ فصلاً في كتاب الأحياء والقتلى، ونجعل قصة غرام دمرها الجنود أو دمرها شيخ العائلة أو دمرها غباء العاشقين ذاتهما أمراً مدوّناً في السجلاّت❝.
وأظنه نجح في ذلك💜
▪︎الاقتباسات:
☆ ❞ - كأنّ الفيلم ناقصه «أكشن»! يقتلوننا «بالفَرْد» يومياً، وبين فترة وأخرى يشتاقون لقتلنا «بالجُملة»، المهم أنهم اجتاحونا مائة مرّة بلا فائدة، أفلسوا. و«اللي بيجَرِّبْ المجَرَّبْ عَقْلُه مْخَرَّبْ». ما عندهم إلا الطخّ والقتل. كل مرة بهاجموا وبطخطخوا وبيقصفوا بالطيارات وبيروّحو. وبعدين؟
وقال جاره: - مسخرة! اللي بيشوف اجتياحاتهم لقرانا ومخيماتنا بحسِّبْهم خارجين لغزو الصين! مع أنه بإمكانهم اعتقال أي واحد منا أو ترحيله خارج البلاد أو حبسه أو قتله بلا دبابات وبلا مدرعات وبلا إف ١٦ حتى ياسر عرفات ذاته مين بده يمنعهم؟ ❝
☆ ❞ ما مِن كاتِبٍ يَسْتَحِقُّ مجداً بينما شَعبُه يتعذّب، حتى لو كان أفضلَ مَن يُعَبِّرُ عن هذا العَذابْ. قد يكرّمه الناس لأنهم يقدرون موهبته أو دوره، لكنه يخطئ لو شعر أن هذا حق مفروغ منه. ❝
☆ ❞ هنا دولة مخيفة حقاً يصعد الطيار الحربي الإسرائيلي إلى سماء أية مدينة فلسطينية، ويقود الإف ١٦ أو الأباتشي المرعبة باطمئنان كامل كأنه يقود طائرة سويس إير، أو إير فرانس، مثلاً، ويبدأ في إلقاء قنابله العنقودية والانشطارية والفوسفورية ويوجّه صواريخه «الذكية» ضد أي هدف يشاء تتمدد المدينة تحته كمرمى مستباح وكهدف مضمون لا يملك الفلسطينيون مضادات لطائرات إسرائيل الحربية، الطيار يصبح سماء قاتلة ونحن نصبح أرضاً مقتولة يعود الطيار آمناً إلى زوجته أو صديقته في تل أبيب يحدثها عن انتصاره على الفلسطينيين! ورغم ذلك تتصرف إسرائيل كدولة خائفة حقاً وتملأ الدنيا صراخاً بأن «وجودها» مهدد. هل توقّع أورويل تلويثاً للّغة أفظع من هذا؟ ❝
☆ ❞ أفكر في ذلك وأقول إن زعماءنا «المعتدلين» الخائفين من الانتصار، والذين لا يعدّون له عدّته، هم من يعطي إسرائيل انطباعاً بأنها لن تعرف سوى النصر وأننا لن نعرف سوى الهزيمة مَن يطلق عليهم الغرب صفة «المعتدلين العرب» هم ذلك النوع من الساسة الذي يفضّل أن يقضي عمره وهو ينتظر ابتسامة من دبابة الاحتلال الإسرائيلي. هؤلاء السياسيون حظهم سيئ لأن الدبّابة لا تبتسم. الدبابة أيها الأذكياء الحكماء الواقعيون لا تعرف الابتسام. ❝
☆ ❞ تمنيت أن يكون دخولنا في أحد أيام الصيف حتى لا يضطر لترك دراسته في الجامعة وهو في السنة الرابعة، سنة التخرج الحرجة، لكن الأمر ليس بيدنا. الأمر دائماً ليس بيدنا. وإلا فما معنى الاحتلال؟ ❝
☆ ❞ بعد كل اتفاقات السلام وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية وتناسل الأعلام الفلسطينية في سماواتها ومكاتبها بموافقة إسرائيلية، وحديث الدنيا كلها عن الاستقلال الفلسطيني لا يستطيع أحد مهما كانت جنسيته ومهما كان أصله أن يجتاز أي معبر من معابر فلسطين، براً أو بحراً أو جواً، دخولاً أو خروجاً، إلا بتصريح إسرائيلي وأختام إسرائيلية وفحص أمني إسرائيلي ومضاهاة الأسماء في قوائم سوداء إسرائيلية التحقيق مع أي شخص أو إعادته من حيث أتى أو اعتقاله وإرساله إلى السجون الإسرائيلية احتمال وارد، لا يُستثنى منه رئيس السلطة ووزراؤها وضباطها وقضاتها ورجالات أمنها وأعضاء «برلمانها». ❝
☆ ❞ كان رد إسرائيل على الاحتجاجات المستنكِرة لهذه الجريمة جملةً واحدةً تَكَرَّرَ استخدامُها عشرات المرات بعد كل انتهاك للقوانين والأعراف الدوليه: «لا حَصانةَ لأحدٍ هنا» نعم لا حصانة لأحد هنا لا شيءَ مُلْزِمٌ لإسرائيل إلا ما يحلو لإسرائيل أن تلتزمَ به.
ثمرة مُرَّةٌ أخرى من ثمار التفاوض الغبيّ مع إسرائيل في «أوسلو»، حيث أرسلنا مفاوضين موهبتهم اللاشيء تقريباً، ورغم ذلك لم يكن جهلهم هو المشكلة بل المشكلة أن ما دار بينهم وبين الوفد الإسرائيلي لم يكن تفاوضاً بل سلسلة موافقات على اقتراحات إسرائيلية قدمها فريق من دهاة السياسة والقانون الإسرائيليين، من ذوي التخصص الدقيق في كل ما يلزم لإيقاعنا في فخاخ متوارية، وفخاخ أكثر منها، مكشوفة. ❝
☆ ❞ أقول لنفسي بعض الأوطان هكذا: الدخول إليه صعب، الخروج منه صعب. البقاء فيه صعب. وليس لك وطن سواه. ❝
☆ ❞ من جرائم الاحتلال أنه يرغم الناس على الانتظار، انتظار المعابر والحدود ونقاط التفتيش، انتظار صدور الموافقات والتراخيص وانتظار ساعات الفتح والإغلاق ومنع التجول ورفعه، انتظار الانتهاء من التحقيق الجهنميّ، انتظار انتهاء مدة السجن، انتظار عودة التيار الكهربائي، وعودة الماء، انتظار كافة المواعيد والمهل التفاوضية التي يحددها لهم الغامض القابض على السلطة بإخفاء نواياه باستمرار. ثم إنهم أيضاً وأولاً يقضون أعمارهم «انتظاراً» لزوال الاحتلال ذاته، سنة بعد أخرى، وجيلاً بعد جيل. ❝
☆ ❞ فلسطين لم تسقط في حرب ذات بداية ونهاية كالحروب التي نعرفها الحروب الكبيرة، والحروب الصغيرة، تبدأ ثم تنتهي مِن حرب طروادة إلى فيتنام الى الحرب العالمية الثانية إلخ، وبوضوح يليق بالعقل البشري تعرف أنك خسرت، أو تعرف أنك انتصرت، ثم تفكر في الخطوة التالية وينتهي الأمر لم تأت بوارج الجيوش اليهودية وتدكّ هذا السور وتقتحمه على أهل عكا ها هو في مكانه منذ كان وكما كان لم تقم قوة بمحاصرة جيش فلسطينيّ ليرفع لها الرايات البيضاء وينتهى الأمر برابح نهائي وخاسر نهائي أقول فلسطين ضاعت نُعاساً وغفلة واحتيالاً في كل يقظة حاولناها، وجدنا موتنا ورحيلنا الموحش إلى المنافي والمنابذ والأخطاء نعم الأخطاء (ونحن لا نزال نخطئ إلى الآن) كل هذا تم ببطء يبعث على الرهبة كيف تنعس أمة بأكملها؟ كيف غفلنا إلى ذلك الحدّ؟ إلى هذا الحدّ بحيث أصبح وطننا وطنهم؟ ❝
☆ ❞ أقول لنفسي: نحن لم نخسر فلسطين في حرب بحيث نتصرف الآن كمهزومين، ونحن لم نخسر فلسطين في مباراة للمنطق بحيث نستردها بالبراهين ضبطَنا تاريخُنا في لحظة كنا فيها في قاع الضعف في قاع النعاس بوسعنا الآن أن نقول لأطفالنا إن النعاس لن يظل نصيبهم إلى الأبد ولا إلى بعض الأبد.
بوسعنا أن نذكّرهم بذلك المثل العجيب الذي ابتكره السابقون:
«لو كانت عكا خايفة من هدير البحر، ما وقفتش ع الشط!» ❝
☆ ❞ الحقائقُ الأَكيدة
لا تَحتاجُ إلى البَلاغَة،
الحِصانُ العائِدُ بَعْدَ مَصْرَعِ فارِسِه
يقولُ لنا كُلَّ شَيءْ،
دونَ أنْ يقولَ أَيَّ شَيءْ! ❝