في يوم ما صيفي حار ظهر أمامي تقييم لاحدى القارئات عن كتاب يُسمى 27 خرافة شعبية عن القراءة، وبقراءتي لتقييمها أعجبني تفنيدها لنقاط الكتاب، وشدني هذا لقراءته. كما جذبني كون الكتاب مكتوب على يد كاتبين وليس كاتب واحد، وهما عبد المجيد حسين تمراز و ساجد العبدلي. وأخيرًا حفزني عدد صفحات الكتاب الصغيرة والتي تبلغ 138 صفحة فقط على امكانية قراءته في ساعتين زمن، ومن هنا اتخذت قرار الاطلاع عليه.
الكتاب - كما يظهر من اسمه - يذكر 27 خرافة يتناولها الناس فيما بينهم عن القراءة، والتي تصبح أسبابًا قوية ينتج عنها عزوف قطاع عريض من الناس عن القراءة.
معظم الخرافات لم أسمع عنها مسبقًا الحقيقة ، وبعضها كنت أعرفه على أنه حقيقة لأصدم بكونها خرافة. على سبيل المثال مقولة (أن القارئ العربي يقرأ 6 دقائق في السنة)، كنت أظن أن هذه احصائية ما ولكن الكتاب أكد على أنها جملة ذكرت في مكان ما على سبيل اظهار حجم المأساة وليس الحصر .
تكلم الكتاب أيضا عن قراءة الروايات وكيف أن الكثيرين يظنون أن قراءتها لا تسمن ولا تغني من جوع ، ثم بدأ الكاتب يفنط ما يؤكد أن هذا ظلم بين لعمل فني كالرواية؛ فذكر العديد من الفوائد لقراءته، ، كأن يتحصل منها على كم هائل من المعلومات التاريخية والفلسفية وغيرها، فرواية (عالم صوفي) مثلًا رواية فلسفية يستطيع القارئ لها التعرف على تاريخ علم الفلسفة من بدايته تمامًا، أضف إلى هذا ما يكتسبه القارئ من حصيلة اللغوية مع كل عمل روائي ينهيه، مرورا بكونها تساعد على تغيير سلوك القارئ في بعض الأحيان وهي كما قال علماء النفس تساعد على العلاج النفسي . وختم بأنه يكفي فقط أنها مدخل للقراءة من خلاله يحب الشخص القراءة ويستمتع بها.
انتقل الكاتب إلى مقولة أخرى والتي كنت أؤمن بها من صميم قلبي وهي (محاولة البعض اكمال كتاب ما لايروقهم) وقال أن هذا يحدث بسبب عقد الذنب. ثم انتقل إلى ذكر سلبيات هذا الفعل حيث يفقد القارئ التركيز أثناء القراءة والتفكر فيما يقرأ بسبب الرغبة في الملحة انهاء هذا الكتاب الممل سريعًا.
من الأمور الغاية في الأهمية ايضًا التي تكلم عنها اعتبار البعض أن القراءة هواية، مما يجعل الشخص غير مقبل على ممارستها؛ فهي لست هوايته. وفي هذا الصدد أوضح الكاتب أن القراءة ليست هواية بل هي أمر ضروري بحت كالطعام والشراب، واعتبرها الشيء الذي نختلف به عن الحيوانات.
تكلم أيضا عن تذرع البعض بالانشغال وعدم ايجاد الوقت حتى لا يقرأون ، أو غلاء أسعار الكتب ، أو أن القارئ لابد من أن يكون مداومًا على القراءة ومحبًا لها منذ الصغر . وأثبت الكاتب في كل تلك النقاط خطأها وكونها ذريعة لا أكثر.
من النقاط التي اعجبتني ايضًا في الكتاب حديثه عن الكتب الأكثر مبيعًا وعن أنه ليس شرطًا أن تكون جيدة كذلك ، وأن الأمر لا يتعد كونه تسويقيًا بشكل بحت، أو أن كاتب تلك الكتب قد تعمد اصدارها في توقيت يشيع فيه الحديث والجدل حول نقطة ما فيسرع هو بنشر كتاب عنها دون الاهتمام بالجودة نوعا ما فيشتريه الناس لمناقشته ما يهمهم في هذا الوقت ، وذكر أنه بمرور الأيام تنخفض مبيعات تلك الكتب تدريجيا.
ناقش الكتاب عدة نقاط آخرى غير التي ذكرتها هذه وكلها لا تقل أهمية ، بل هي تنردج كتساؤلات قد تكون خطرت على بال أحدنا يوما ما .
الكتاب وإن كان بسيطا فأظنه قادر على دفع من لا يقرأون إلى هذا العالم ، كما أنه زادني حبًا لما أفعله ، زادني تعلقًا به ، منحنى ردودا منطقية ورائعة أجيب بها كل من يجاول دفعي عن هذا الطريق.
وأنتم هل قرأتم الكتاب؟ وإن فعلتم ما رأيكم به؟ وما الأمور الأخرى التي تعتقدون أنها خرافات عن القراءة؟
التعليقات