كان هذا قبل بضع سنوات، حين ألحّت صديقتي في طلب أحد كتبي الذي جذبها، بدون تردّد قدمته لها متمنّية لها قراءة طيّبة، مرت الأيام والأشهر والسنوات، ولحدّ الساعة كتابي لم يعد إليّ، لقد فقدت أثره تماما. لكن رغم أن صفحاته قد غابت عنّي إلا أن كلماته لاتزال عالقة في خلايا عقلي.
بالمقابل ،استعرت كتابا قبل وقت ليس بالطّويل من احدى صديقاتي، لكنّني تأخرت في اعادته لها، لعدة أسباب أهمّها أنها تقطن في منطقة بعيدة لذا يصعب علينا الالتقاء في أي وقت. لذا أفكر في ارفاق كتابها بهدية بسيطة تعبيرا مني عن اعتذاري في تأخري. رغم أنّها أخبرتني انه لامشكلة في ذلك ويمكنني اعادته متى سنحت لي الفرصة.
مع ذلك فلا أحبّذ أن أفعل ما أستنكره في غيري، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" لايؤمن أحدكم حتى يحبّ لأخيه مايحبّ لنفسه"
إنّ الكتاب الكتاب هو الجليس الذي لا يطريك، والصديق الذي لا يغريك، والرفيق الذي لا يملّك، والصاحب الذي لا يريد استخراج ما عندك بالملق ولا يعاملك بالمكر ولا يخدعك بالنفاق ولا يحتال لك بكذب، لذلك ان أعارك أحدهم كتابا فاعلم أنه قد منحك قطعة من قلبه فاحرص على صون أمانته.
التعليقات