الروايات مضيعة للوقت!

18

بعيداً عن كون القراءة نشاط حرّ لكافة أشكال الأدب الذي يود أي شخص (مثقف، قارئ، مبتدئ، مخضرم) القراءة به وممارسته.

إلّا أنني من وجهة نظر شخصية أرى التالي

كما فرّقتي بين الرواية والكتاب، عليكِ أن تفرقي بين نوعين من الرواية

أولها الرواية المفيدة والتي تاخذك بالتأكيد لتلك العوالم المشبعة بالخيال والواقعية، تجعلك تعيشين فيها ليس من خلال القصة أو الحبكة بل تكون رؤية متكاملة بين العناصر المختلفة من اللغة والتراكيب المفرادت والحبكة والنص، وهذه الروايات ترتقي بعقل القارئ إلى ما لا يمكنكِ أنت تتصوريه من جمال ومعرفة وأناقة ثقافية.

ثانيها الرواية الشائعة وهي شائعة حالياً، روايات تلعب على عدم تكافؤ واستخفاف بعقل القارئ بالدرجة الأولى وتغذيته بأفكار لنقول "رومانسية" لأننا نتحدث عن الشائع اليوم، وتقذف به بـ وحلٍ لغوي سحيق، يجعله يتذوق هذه النصوص على أنها الشكل الأصيل للأدب وما هي في الحقيقة إلّا تعبير عن أدب بقيمته الأدنى، تخرج منكِ شخصاً أخرقاً يرتبط ببعض كلمات لا علاقة لها بفائدة من قريب ولا من بعيد.

سأخبركِ بمساري الخاص، فقد كنت بالبداية منذ سن الثالثة عشر وأنا أمكث بمكتبة المدرسة قرأت قصص الأطفال المترجمة والقصص العادية ثم قصص غسان كنفاني وبعدها أخذني هذا لقراءة أول كتاب تاريخي بحت عن القضية الفلسطينة، ومن ثم أصبح اهتمامي بالتاريخ والسياسة عالي، بعدها اكتفيت وعدت للروايات البوليسية واكتشفت شغف جديد، من خلالها تعرفت على كتب علم النفس، قرأتها كتاباً بعد كتاب مع محافظتي على قراءة الروايات التي تغذي ذائقتي اللغوية بشكلٍ خاص.

في آخر مرة قرأت رواية رائعة جداً وإلى الأن لا أنفك عن العودة لصفحاتها، فمن خلالها علمت معلومات نفسية كثيرة وفلسفية جعلتني بحاجة لقراءة كتاب آخر لأفهم العديد من النظريات وأنا الأن في صدد قراءته ويقال على أن هذا الكتاب مرجع مهم يجب على الجميع قراءته لكنّي لم أعرفه إلا من خلال قرائتي للرواية في المقام الأول.

لذلك الأمر لا يختلف ولا يعترض كونكِ تقرأين روايات ومن ثم تتجهين للكتب أو العكس أو تفضلين شيء على آخر، الأمر يقبع في تجربتكِ الشخصية في بناء ثقافتك الأصيلة وليست الشائعة التي ينادي بها الكثير من أنصار الرواية اليوم بناءً على روايات شائعة جمهورية غالباً ما تكون مغموسة بطابع رومانسي ملون ووردي أنا في غنى عنه بالتأكيد.


كتب وروايات

مُجتمع متخصص لمناقشة وتبادل الكتب (غير المتعلقة بالبرمجة والتقنية بشكل مباشر) والروايات العربية وغير العربية والمواضيع والأخبار المتعلقة بها.

77.8 ألف متابع