لقد بدأت في القراءة قبل بضعة أشهر، في البداية كنت متحمس جداً و لكن فجأة اختفى الشغف لدي ، و أصبح عندي كسل كبير تجاه القراءة ف بالكاد اقرأ نصف صفحة في اليوم الواحد
أحتاج للمساعدة أشعر بالضياع
التفسيرُ لذلك أنّ في داخلك الشغفَ الكبير نحو القراءةِ لكنّها ليست من عاداتك، والعادة ليست مرتبطة بالشغف، فقد يكون الشغف بدون الممارسةِ اليومية، وقد تكون الممارسةُ اليومية بدون الشغف.
مربطُ الفرسِ هنا أن تجعلَ القراءةَ عادةً وهذا يتطلبُ انضباطاً وصبراً طويلاً..
إذا اعتقدتَ أن شغفك الكبير بالقراءةِ سيجعلها من عاداتك بسهولة، فالجوابُ لا.. ولكنه سَيُسهّل الأمر قليلاً مع تجديد هذا الشغف وربطهِ بالانضباط اليوميّ على المدى الطّويل، الى أن يُصبحَ عادة.
كم شهر لك بالقراءة؟
هل أنهيت أي كتابة؟
بدأت في نهاية 2019 وقد أنهيت 10 كتب أو أكثر ، تترواح بين روايات و تطوير الذات و خواطر مثل :
مميز بالأصفر
نعاس
الخيميائي
ثم لم يبق أحد
ليل لا ينتهي
عندما تتحول الأنفاس الى هواء
مرحباً يا سكر
حلم رجل مضحك
تحدّ من أجل حلمك
هايدي
من أكل قطعة الجبن الخاصة بي
سحر الترتيب
و غيرها
ما شاء الله جميل جدًا، وعدد لا بأس به يُعتبر كـبداية... سأقول لك نصيحة قالها لي أحدهم، تقريبًا مررت بنفس حالتي ... حاول تكوين عادات حول القراءة
تتكون العادات عبرَ فعلها (يومياً) لمدةٍ طويلة جداً -وليست ٢١ يوماً كما يُشاع عندَ بعض الناس- تمتدّ من شهرينِ الى ٨ أشهر حسبَ قدرةِ الشخص على تكوينِ العادة.
إن مرّ عليك يومٌ ولم تقرأ لا بأس تابع فقط، ولكن يُفضّل الأ يزيد الأمر عن يومٍ واحد، حتى لا تنقطع سلسلة بناءِ العادةِ في عقلك الباطن، وهو المسؤول عن صنعِ العادة، عبرَ تكرارها، حتى يجعلك تقومُ بها بشكلٍ تلقائيّ في النهاية
لضمان ترسيخ العادةِ الجديدة لديك، ابدء بقدرٍ بسيط منها، قدرٌ يمكنك ارغام نفسك عليهِ كل يوم مهما كانت الظروف، وحتّى تتسرّب الى حياتك ببطئ، فالتغييرات البطيئة أكثرُ التغييرات ثبوتاً
يمكنك زيادةُ القدرِ فيما بعد كما تُحب
ماهو أفضلُ وقتٍ يومي يمكنك أن تقرأ فيهِ يومياً؟
اختره واقرأ فيه كلّ يوم
في فترة تكوين العادة اقرأ كتباً تملك شغفاً كبيراً نحوها ويفضل أن تكون بسيطة، بعد أن تتكون وتترسّخ لديك يمكنك أن تتدرّج في قراءةِ كتبٍ أكثر تعقيداً.
هذه النقطة بسيطةٌ وقد تنظر لها كشيءٍ تافه، لكنها مهمةٌ في ترسيخ العادة لدى العقل الباطن، اختر مكاناً معيناً مريحاً لك ويمكنكَ الاسترخاءُ فيه كلياً، نظيف بسيطُ جميلُ المظهر، واجعلهُ مكان قراءتكَ كلّ يوم، إن العقلَ الباطن عندما يكوّن عادة فإنه يربطها بالمكانِ أيضا.. اضافةً للتوقيت والاستمراريّة، فهمت؟
ومن هذهِ النُّقطة يُمكنك استنتاج أنّ كلما زدت عدد الاشياءِ التي تربطها بقراءتكَ كلّ يوم، رَبَطها عقلُك أكثر بالعادةِ وجعلها أكثر ثباتاً وإن كانَ بسيطاً، كأن تشرب كوبَ شاي أو قهوة دائماً أثناءَ قراءتك مثلا.. أو أن تضع ديكوراً معيناً في مجلسِ قراءتك فقط دونَ غيره
اقرأ اكثر في طريقةِ عمل العقل الباطن على تكوينِ العادات، وفي كلّ مرةٍ ستستفد شيئاً جديداً لبناءِ العاداتِ المستقبليّة
التعليقات