إن من أبرزِ سماتِ هذا العصر ثورةً كبرى في الإعلامِ والاتصالاتِ، غدا بها عالمُنا اليوم شبكة متداخلة، متصلة الأطرافِ، فما يجري في أقصى العالم يعلمُه ويطَّلعُ عليه من في سائره، ولم تعُدْ بقعةٌ من العالمِ في منأىً عن هذا الاشتباكِ والاتصالِ، الذي يكادُ يطبقُ على الأرضِ، فوسائلُ الإعلام والصّحافة الإلكترونية على اختلافِها وتنوُّعِها، تطرُقُ كلَّ بابٍ، وتدخل كلَّ بيتٍ، وتنزلُ في كلِّ وادٍ، فيطالعُها الصغيرُ والكبيرُ، والعالمُ والجاهلُ ..
فحوّلت فوضى المُمارسة الصّحفية الإلكترونية إلى حقلٍ للإستنساخ غير المشروع، كما أنّ الإبتزاز والتّشهير من أجلِ الكسب والتّربح أفقد هذا الصّنف من الإعلام مصداقيته وإستقلاليته ونزاهته ..
فأضحت الصحافة الإلكترونية في كل أرجاء العالم ومنها العالم العربي من أكبر المُستفيدين من التطور التكنولوجي الحاصل في مجال الإعلام والإتصال، حيث تمكنت في وقت وجيز جدًا من خلق جيل جديد من الصحفيين ينقلون الأخبار، ويصوّرونها، وينشرونها لحظة بلحظة ..
ومع الإنتِشار الواسع في نقلِ الأخبار، يجب علينا مُراعة الأخلاقيات والمبادئ التي تحتّمها علينا المِهنة الصّحفية، كـ:
١/الصّدق ..
٢/ الدّقة والأمانة ..
٣/ النّزاهة ..
٤/ النّقل الذاتي ..
٥/ مراعاة الصالح العام ..
٦/ عدم التّحيز ..
ولئن ُهمّشت الضوابط المهنية للصّحافة الجديدة، لحسابِ هوس بالمعايير التقنية التي أصبحت تحتل الجانب الأكبر من اهتمامات المشتغلين بالصحافة الإلكترونية العربية، والبحث عن السبق الصحفي على حساب المعايير المهنية مما فسح المجال واسعًا أمام الشائعات، إلا أن هناك بعض المحاولات لوضع مبادئ لخدمة الصحافة الإلكترونية وصحافييها ..