" اذا وجد المرء رغيفا في يومه او وجد في بعض الاحيان في كوز مكسور جرعة ماء بارد , فلماذا يكون تحت إمرة غيره, او في خدمة من يضاهيه"
فهل أصاب عمر الخيام ؟
فهل أصاب عمر الخيام ؟
أصاب ولم يصب في آن.
من وجهة نظر مثالية تلك التي يعرضها رجل نيسابوري عالم في قومه عزيز بحكمته زاهد في الدنيا لعلم مجده، وهو القائل :
أفنيتُ عمري في اكتناه القضـاء
وكشف ما يحجبـه في الخـفاء
فلم أجـد أسـراره وانقضـى
عمري وأحسست دبيب الفـناء
وكما هو دأب العلماء وأهل الحكمة اعراضهم عن ملذات الغوغاء لعلمه بأن الامعان في المطعم والملبس انقاص من قدرات العقل وطاقاته، اذن هذه جملة صحيحة في هذه الحالة .
لكن كيف للرجل لعادي الذي لا يملك من نفسه سوى ما تزنه دنانيره ، فلا يعيش الا بخدمة غيره وتقاضي ما يمكن تقاضيه من هذه الخدمة، وكيف للعامة أن يزهدوا فيما ليس لهم قدرة على الزهد فيه، فلا هم يستفيدون بزهدهم في علم ولا في حياة ، لذلك من السخافة أن يطلب الانسان من كل الناس ان يكونوا على نفس القدر من المينيماليزم، لانها هي ايضا رفاهية لا يملكها الجميع الا من ملك شيء من الوعي وليس الوعي في مقدور الجميع، فلا يمكن ان تخاطب فقيرا وتقول له يارجل اكتفي برغيفك وكوز ماءك وترفع عن الخدمة تعش حرا، فهو لا يملك الا كوز الماء والرغيف اصلا ولا يعرف الحرية.
التعليقات