الذات الإنسانية....... كم هي محيرة في البحث عنها وغير سهل تحقيقها، لقد خلق الله كل جسد وذاته في روحه وعقله، والتي يجب عليه أن يكرمها ولا يسرف فيها ويكتشف فيها دائما ويطوّر بها، وكل ذات تختلف عن غيرها في فكرها وقدراتها وفي ما تحبه وما تكرهه وفي الكثير مما يميزها عن غيرها، ويجب على الإنسان بين الحين والآخر الجلوس والتفكير في كيفية توجيه ذاته وتعليمها وأن يكون متصالحا معها كي تساعده في تحقيق الأفضل.....
الذات الإنسانية
وأضيفُ أيضًا إلى كلماتك يا جمال أنّنا لن نكتشف مُرادَنا هذا وما نأملُ تحقيقه إلّا بعد المحاولة ، فلا بأسَ من إخفاقٍ يتبعُه يقينٌ ومعرفة.
وبالنسبة لأثر الآخرين ، بشكل شخصي أدرك في نفسي أننّي قد أنتبه للبعض من حولي فلا أجرّدني منهم تمام التجريد، بل أجعلهم مَوضع عيني.
وذلك في الأمور التي تستوجب إرشادًا وتوجيهًا، فلا أتملص من حاجتي الدائمة للفضفضة مع أبي فيما يخص مستقبلي، ولا أجد في ذلك تسلطًا منهم أو انعدام شخصية لي بالعكس، دائمًا ما يصحبني شعور بالراحة إن اتفقت وجهتينا معًا، وإن لم نتفق يقنع أحدنا الآخر ، بحُجته ومنطقه لا فرضِه.
هذه الفلسفة رائعة جدًا، ويتفق معكِ من حسن حظكِ أن لديكِ أبًا جميلًا لا يفرض اعتقاداته بدون حجّة أو نقاش، لكن ماذا تفعل الفتاة حين يكون لها أبًا متسلطًا لا يأبه لرأيها ويريدها أن تعيش كما يريد متجاهلًا رغباتها وأهدافها؟
عندما نتعامل مع شخصية متسلطة وخاصةً لو من أقرب الناس، يجب أن نتحلى بالهدوء والصبر وتحمل النقد ونتجنب أن نكون رد فعل، ونتحدث بثقة عما نريد إثباته لهم ونأتي بآراء ومعلومات كثيرة حول الموضوع كي نساعدهم يروا الأمور من زوايا مختلفة
لكن تعلمين أن هناك الكثير من الآباء من لا يمتلكون آذانًا صاغية، ولا يسمعون إلا أصوات أفكارهم، فربما تكونين قادرة على الكلام، ومهما كان كلامكٍ منطقيًا إلا أنهم يرفضون تغيير ما يفكرون به، وهناك آباء لا يسمحون أصلًا لأبنائهم في أن يشاركوا آرائهم وكل ما على الأبناء بالنسبة لهم أن يسمعوا ويطيعوا فقط، قد يصل الشاب إلى مرحلة يستطيع فيها الاستقلال عن أهله، لكن ماذا عن الفتاة المغلوبة على أمرها والتي لا تستطيع غالبًا أن تترك البيت، كيف تحمي نفسها وطموحاتها في البيت المتعصّب؟
التعليقات