عن سعد بن أبي وقاصٍ رضي الله عنهُ ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولُ :
- (( إن الله يحب العبدَ التقيَّ الغنِيَّ الخفيَّ )) رواه مسلم .
• - التقي : الذي يتقي الله عزَّ وجلَّ ، فيقوم بأوامره ، ويجتنب نواهيه ؛ يقوم بأوامره من فعل الصلاة وأدائها في جماعة ، يقوم بأوامره من أداء الزكاة وإعطائها مستحقيها ، يصوم رمضان ، ويحج البيت ، يبر والديه ، يصل أرحامه ، يحسن إلى جيرانه ، يحسن إلى اليتامىٰ ، إلى غير ذلك من أنواع التقى والبر وأبواب الخير .
• - الغني : الذي استغنى بنفسه عن الناس ، غني الله عزّ وجلّ عمن سواه ، لا يسأل الناس شيئاً ، ولا يتعرض للناس بتذلل ؛ بل هو غني عن الناس ، عارف نفسه ، مستغن بربه ، لا يلتفت إلى غيره .
• - الخفي : هو الذي لا يظهر نفسه ، ولا يهتم أن يظهر عند الناس ، أو يشار إليه بالبنان ، أو يتحدث الناس عنه ، تجده من بيته إلى المسجد ، ومن مسجده إلى بيته ، ومن بيته إلى أقاربه وإخوانه خفي، يخفي نفسه .
• - ولكن لا يعني ذلك أن الإنسان إذا أعطاه الله علماً أن يتقوقع في بيته ولا يُعلم الناس ، هذا يعارض التقىٰ ، فتعليمه الناس خيرٌ من كونه يقبع في بيته ولا ينفع الناس بعلمه ، أو يقعد في بيته ولا ينفع الناس بماله .
• - لكن إذا دار الأمر بين أن يلمَّع نفسه ويظهر نفسه ويبين نفسه ، وبين أن يخفيها ، فحينئذٍ يختار الخفاء ، أما إذا كان لا بد من إظهار نفسه فلا بد أن يظهرها ، هذا ممن يحبه الله عزّ وجلّ ، وفيه الحث على أن الإنسان يكون خفياً ، يكون غنياً عن غيره عن غير الله عزّ وجلّ ، يكون تقياً لربه سبحانه وتعالى حتى يعبد الله سبحانه وتعالى في خير وعافية .