التشتيت لم يعد أمرًا نادرًا؛
أصاب الكبار قبل الصغار، ولم يتركنا حتى في صلاتنا ولا في تفاصيل حياتنا اليومية.
أفكار متضاربة، لا تقترب من بعضها بقدر ما تتصادم، تدفع صاحبها إلى تساؤلات لا تنتهي، وتسلبه التركيز في الحاضر، ولا تريحه من الماضي، ولا تمنحه طمأنينة للمستقبل، حتى يغوص في بحرٍ من التيه.
وقد عشتُ هذا التشتيت بنفسي، وسئمت منه.
بحثت عن حلول كثيرة، فلم أجد ما ينفعني، حتى تملكني اليأس، وقلت في نفسي: لعلّي أتقبّل هذا الوضع.
لكن سرعان ما تذكّرت قول الله تعالى:
﴿ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكًا ونحشره يوم القيامة أعمى﴾.
هنا، هرعتُ إلى كتاب الله سبحانه وتعالى.
قرأت، وجوّدت، وتدبّرت، حتى فرغت من القراءة، فشعرت بنتيجة لم أختبرها من قبل:
شعور باكتمال جزءٍ من نفسي، وراحةٍ ليست كأي راحة، وسعادةٍ عجيبة،
وتوقفت الوساوس، وهدأت الأفكار في رأسي.
وهنا أيقنتُ حقيقةً بسيطةً وعميقة:
كما أن بطنك يجوع، فإن روحك تجوع أيضًا.
فيا أخي، لقد منَّ الله علينا بهذه المعجزة الخالدة،
فخذ نصيبك منها قبل أن تفتقدها، فتكون الخسارة و مصيبه عظيمة.
التعليقات