اعلم وفّقني الله وإياك أنك ستُبتلى بقدر جهلك بالله ودينك، وركّز جيدًا: عندما تكون موظفًا عند أحد ما، ثم تخطئ في عملك، فهذا أمر عادي وكلنا نمر به، وستُعاقب على هذا الخطأ في حالتين:
أما الحالة الأولى، فهي أنك تظن أنك لم تخطئ، وأنك على صواب،
أو أنك لم تهتم بمن يصحح لك خطأك، أو أنك لم تجتهد في معرفة الصواب دون تحكيم عقلك في أمورٍ ليست صنيعتك؛ يعني لست المشرف عليها، وإنما هناك من يديرها، وهو مديرك، فهو يريدها كما يحب ويرضى، لا كما تحب وترضى أنت.
وليس لك دخل حتى تستخدم عقلك لتُعدّل على ما يريده هو، فهو الوحيد الذي له الحق في أملاكه، وأنت تفعل فقط ما يُمليه عليك بالحرف، دون اجتهاد منك أو إضافات أو ما شابه ذلك.
ولله المثل الأعلى، فهذا تمامًا ما يجب أن يكون عليه حالك مع الله.
كلنا مثل الموظفين عند الله، وهناك أجران: أجرٌ لمن أحسن العمل، وهو الجنة، وأجرٌ لمن أساء، وهي النار.
وعليه، فإنك ستُعاقب وتُبتلى بقدر جهلك بالله وتعاليمه الثابتة، فإن اتبعتَ عقلك دون الرجوع لتعاليمه، فستضل وتُبتلى لا شك، مثلك مثل الموظف وعقاب مديرك كما ذكرنا.
فالصلاة مثلًا، لا بد أن تؤديها كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤديها، بالمثل، وتتعلم ذلك جيدًا.
وكذلك المعاملات الخاصة بنا في الحياة، من الأمور الخاصة والعامة، لا بد من الرجوع والتفقّه في الأصول والنصوص التي وضعها الله عز وجل.
ولا تأتِ وتقول لي: "أنا أرى هذا الفعل صوابًا"، أنت وأنا لا حكم لنا في أي أمر من أمور الدنيا، إن الحكم إلا لله.
فلا تأتِ مثلًا لتقول لي: "أن الأغاني حلال، وليس فيها أي مشكلة"، من أنت حتى أتبِع كلامك؟
وقد بيَّن الله والنبي صلى الله عليه وسلم حرمانية ذلك.
أو تقول لي: "أن ربا الفضل حلال"، أو "النقاب ليس من الدين"، أو ما شابه ذلك من الأمور، وقد بيّنها الله ورسوله وأصحابه رضي الله عنهم أجمعين.
فلا شك أن عدم تعلم دينك، وما سنّه الله ورسوله من قوانين وقواعد نسير عليها حتى يرث الله الأرض ومن عليها، فإنك لا محالة ستُبتلى وتضل ضلالًا مبينًا.
فلا حُكم لعقلٍ على من خلق لك عقلًا.
فأي خطأ أو مخالفة لأي أمر من أمور دنياك ودينك، دون الرجوع أو دون معرفة الصواب من الله ورسوله، فلا تلومنَّ إلا نفسك.
وحينها لا يحق لك أن تسأل: "لماذا يفعل بي ربي هذا؟ ولماذا هذا البلاء؟"
وأنا أتحدث هنا عن أغلب الأمور التي تحدث مع الناس، ولا شك أن الابتلاءات أنواع:
فالله يبتلي العبد ليستدرجه، أو ليكفّر عنه، أو ليختبره، وما شابه ذلك.
لكن حديثي محصور حول من لا يعلم شيئًا عن دينه سوى قشوره،
أما من يعلم دينه تمام المعرفة، فلا شك أنه يعلم سبب بلائه جيدًا.
أتمنى أن تكون الفكرة قد وصلت، وتشربتموها جميعًا.
التعليقات