السلام عليكم، ومرحبًا بالحسوبين..

هذه المشاركة إمتداد لسلسة طويلة على مدى السنوات السابقة للدروس والعبر الحياتيّة التي كنّا نلخصها بشكلٍ مُكثف في بضع سطور، ولكن اليوم لن أتحدث عن تجاربي (وأدعوكم لهذا أيضًا) بل سأتحدث عن تجارب غيري، والتي لفتت نظري حتّى أستفيد منها شخصيًّا..

قبل فترة قرأت مُشاركة لشخص مفادها بإختصار عدم الإستفادة المرغوبة من دورة مدفوعة والتي كانت تتوفر مادتها على اليوتيوب بشكل مجانيّ كذلك، في الحقيقة هذه المشاركة رغم أنها تبدو بسيطة جدًا في مضمونها دفعتني للتفكير، لماذا نهمل الأمور المجانيّة، الأمور التي لدينا بالفعل ونلتفت إلى ما يبدو أنه أثمن، رغم أنه ليس كذلك؟

يعني، تستيقظ وأنت مُعافى، تفتح الحاسوب أو الهاتف وتقرأ هذه المٌشاركة وتفهمها وتردُّ عليها،.. هل تدرك كمّ النعم التي تحدثتُ عنها بالفعل للآن؟

هذه الصحة التي تبدو لنا "مجانيّة" و"متاحة" أو جهاز الحاسوب أو الهاتف أو أي شيء آخر، ثمين جدًا في قيمته -وليس في سعره- ولكن لن تعرف قيمته الحقيقيّة إلا إذا فقدته أو رأيت أحدًا ما يفقده أو يعتقد أنه سيفعل...(إقرأ رواية ميخائيل نعيمة التي تدور حول هذا الموضوع، عنوانها اليوم الأخير).

سأعطيكم الآن مثال آخر، في سنواتي في الجامعة اكتشفتُ بطريق الصُدفة أن بعض الطلاب يتابعون ولو بشكل متقطع محاضرات أخرى لا تمتُ بصلة إلى تخصصهم، يعني تذهب إلى محاضرة أخرى هكذا، وتحضر وتستمع وتشارك إذا أردت -المحاضر على الأغلب لن يتذكرك-...ثمّ اكتشفت أن الطلاب يذهبون إلى محاضرات بعضهم -خاصة الفتيات- حتى يؤانسوا بعضهم بما أن الطاب المشترك بالمحاضرة بلغ أعلى نصاب من الغياب وقد يفصل من المادة إن تغيب مُحاضرة إضافية، ولكن...تفهمون المغزى :)

مثال آخر، الكثير من التعليقات هنا ممتازة، ولو أمعن المستخدم الفطن بهذه التعليقات أو المساهمات (أو الفرص) لإختصر على نفسه الكثير من التعب أو لإختبر تجربة تضيف إليه الكثير، ولكننا قد نقع مجددًا في فخ، بما أنه مجانيّ إذا قيمته قليله..

هذه الفكرة أثرّت بي مع أنها لم تكن تجربتي الفعليّة، وهي ليست "لي" بالمعنى الحرفي، هل لديك أي عبرة أو درس تعلّمته من خلال تجارب الآخرين سواءً من خلال المُشاهدة، أحد سرد عليك القصّة، فيديو أثر بك، إلخ...هلاّ ذكرتها لنا حتى نستفيد بدورنا؟