اذا قمت بزيارة صفحتي الشخصية على الفيسبوك يمكنك أن تلاحظ أنني لم أتصفح الفيسبوك منذ ما يقرب من شهر، هذه ليست أول مرة بل كل فترة معينة يجب على اتخاذ ذلك القرار وتنفيذه على الفور، ربما يبدو القرار سهلاً للوهلة الأولى، لكن البعض يمكنه الإقلاع عن التدخين لكن ليس التخلى عن تصفح الفيسبوك، وذلك لأن الخوارزمية التي يعتمد عليها الفيسبوك أكثر تماسكاً في تشكيل عادة الرجوع له باستمرار، عن عادة التدخين.
تعتمد تشكيل العادة على 3 خطوات رئيسية الإشارة-الروتين-المكافأة
اذا قمت بطرح سؤال عليك لماذا تحب وجبة معينة؟ ستكون إجابتك في الغالب أن تناول وجبتك المفضلة تجعلك تشعر بشئ من السرور والراحة النفسية.
فالإشارة هنا مثلا هي المرور بشكل متكرر على المطاعم المفضلة لديك، الروتين في تلك الحالة أنك ستقوم بزيارة المكان، والمكافأة هي الشعور المؤقت بالسعادة نتيجة تناول وجبتك المفضلة.
ما يحدث في حالة الفيسبوك مماثل للحالة السابقة لكنه أكثر تعقيداً، فعندما تمر بمشكلة معينة كمثال تقرر الهروب الى الفيسبوك تبدأ في تصفح الصفحات الكوميدية فتحصل على شئ من سعادة مؤقتة تقلل شعورك بالضغط، لكن لا يتوقف الأمر هنا فقط، عندما تشعر بالملل، بالضغط سواء نفسي، أو اجتماعي، بالسعادة، بالأرق، كلما تشعر تلجأ له، إما محاولة منك عن تقليل ذلك الشعور من خلال متابعة الصفحات الإيجابية، أو البحث عن مناصرين من خلال تصفح المنشورات الكئيبة.
يتحول الأمر من مجرد أداة للتسلية الى ادمان، فلا يمر عليك 5 دقائق بعد أن قررت أنك ستقوم بإغلاقة والقيام بواجباتك اليومية، الا أن تعود له مرة ثانية، ربما لم تلاحظ ذلك لأن العادة تتم بدون تفكير مثل التنفس والحاجة الى الأكل، والشراب،
هل وقفت مع نفسك فجأة وبدأت تتسائل لماذا أتنفس؟ لا أعتقد ذلك لأنه شئ روتيني يتم بدون تفكير.
ليست المشكلة فقط في الوقت الذي تمضيه في التصفح، بل إنه يخرب يومك تماماً، ربما تفكر في عدد اللايكات التي حصلت عليها على أخر منشور قمت بكتابته، أو رد أحد الأصدقاء على تعليقك، وربما رسالة قمت بإرسالها ومنتظر الرد، أو أخبار زائفة قمت بقرأتها وبدأت تشاركها مع من حولك، ربما أصبح واقعك ذلك العالم "الخيالي" دون أن تدري.
أعتقد أنني لم أستطع التخلي عنه الا بعد 4 سنوات بعدما قرأت كثيراً في تشكيل العادات، وعن تأثير الفيسبوك على حياتنا كأفراد، ليس هذا فقط بل على الفيسبوك ساعد في نهوض أمم، وسقوط الأخرى كما في الثوارات، والإنتخابات الأمريكية الأخيرة..
أتذكر أنني في أحدى المرات ظللت أتصفح الموقع لمدة 19 ساعة متواصلة، لكي أكسر تلك العادة وأعود الى نفسي، وأبدأ فعلياً التفكير، في مشاكلي، مستقبلي، وحياتي، كان يجب علي أن أضع حدود للإستخدام اليومي، وأيضا أن أبتعد عنه نهائيا لفترة في الغالب من شهر الى ثلاثة شهور، لا أريد أن أكون واحداً من 1.3 مليار المستخدمين بشكل يومي.
أعتقد ان حياتي أصبحت أفضل ربما يستعظم البعض هذه الكلمة، لكن يمكنك تجربة ذلك والشعور بالفرق كما فعلت.
هل لديكم أي تجارب عن ترك السوشيال ميديا، وكيف كانت النتيجة؟
التعليقات