في زحمة الحياة يظن الكثيرون أن الانشغال بالآخرين هو مقياس النجاح، وأن الصمت علامة ضعف، وأن الرضا الدائم واجب لا يُناقش. ومع ذلك، يظل القلب بحاجة إلى مساحته، والروح إلى هدوئها، والوعي إلى أن يرى الحقيقة بلا أقنعة.

المجتمع يعلمنا كيف نتماشى مع الصور، وكيف نبتسم رغم الانكسار، لكنه لا يعلمنا كيف نحمي أنفسنا، كيف نقول لا دون شعور بالذنب، كيف نحافظ على ذراتنا الصغيرة من السلام الداخلي. ومن يعرف أن يختار ويضع حدوده بوعي، لا يختار الانعزال بل يختار الحياة بألوانها الحقيقية، بكل صدقها ونقاء حضورها.

القوة الحقيقية ليست في كثرة الوجوه حولنا، بل في عمق حضورنا حين نكون صادقين مع أنفسنا، حين نحمي طاقاتنا، حين نعيد لأنفسنا الحق في الراحة والهدوء قبل أن نمنحه للآخرين. في هذا الاختيار، يصبح الاهتمام بالذات ليس أنانية، بل أسمى أشكال الاحترام لكل ما نحب ونريد أن نحافظ عليه.

سؤال

ماذا لو قررت أن تمنح نفسك الحق في الصمت دون شعور بالذنب، هل ستكون قادرًا على رؤية الحياة بصدق أعمق؟