لماذا أصبحنا نهتم كثيرًا برأي الآخرين؟

لماذا نُرهق أنفسنا لإرضائهم، أو نخشى أحكامهم، رغم أننا نعلم أن الحياة قصيرة؟

هل نفعل ذلك لأننا نعرف هذه الحقيقة دون أن ندركها فعليًا؟

هناك فرق كبير بين أن نعرف أن الحياة قصيرة، وأن نُدرك ذلك بعمق. المعرفة تبقى فكرة في العقل، أما الإدراك فيغيّر السلوك وطريقة العيش.

سؤالي هو: لو كنا ندرك فعلًا قِصر الحياة، هل كنا سنعيش بالطريقة نفسها؟ أم كنا سنكون أكثر صدقًا مع أنفسنا، وأقل خضوعًا لنظرة الآخرين؟

لماذا نهتم كثيرًا برأي الناس، ونسعى لإرضائهم، ونخشى أحكامهم، مع أن الحياة قصيرة؟

من منظور ديني، المشكلة ليست في أننا لا نعرف هذه الحقيقة، بل في أننا لا نعيشها بوعي.

نحن نعلم أن الدنيا فانية، وأن العمر محدود، وأن الله وحده هو المطلع على القلوب، لكن هذا العلم غالبًا يبقى على مستوى المعرفة لا الإدراك.

يقول الله تعالى:

﴿وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور﴾

ومع ذلك، نتصرف وكأن رضا الناس هو الغاية، مع أن رضاهم لا يُغني عن رضا الله شيئًا.

لو أدركنا حقًا قِصر الحياة، وحقيقة الحساب، لما جعلنا آراء الناس ميزانًا لقيمتنا، ولعشنا بصدق أكبر مع أنفسنا، وحرية أعمق، ومسؤولية أوعى أمام الله.