أحد أصدقائنا المتزوج منذ فترة طويلة يحكي لنا أنه أصبح يشعر بعداء خفي من زوجته، فلو عرفت أنه قرر أن يبدأ دايت تصنع أفضل الحلويات وتكثر منها على غير عادتها، ولو حدث خلاف بينه وبين شخص دائماً تشير له أنه هو المخطىء وأنه لم يكن يجب أن يقول كذا وكذا.

هو يعرف يقينا أن الزوجة من المفترض بفطرتها تدافع عن زوجها تحت أي ظرف، بل رأى رجال أقل منه عقلاً وشأناً تدافع عنهم زوجاتهم في مواقف أخطأوا فيها بنسبة 100%.

لكن زوجته لا تنسى أن تؤكد له أنها تحبه وأنه غالي عندها، لكنها لا تلبث عندما تراه مضغوط وتتراكم عليه مشاكل العمل، أن تبدأ أي خلاف وجدال معه في نفس التوقيت، أو تصنع إزعاجات في البيت في أكثر الأوقات التي يحتاج فيها للراحة والتركيز، وبعد ذلك لو صنع إنجاز يُحسب له لا تذكره ولا تمدحه، ولو أخطأ خطأ بسيط تذكره به دائماً بطريقة ظاهرها اللطف والحب.

كلمات الشخص وأفعاله هي التي تحدد موقفه تجاهنا، لكن أحياناً نرى من نفس الشخص مواقف متناقضة، فرغم ما يقوله وما يفعله أحياناً يشير إلى الحب، قد نرى من طرف خفي من ناحيته ملامح توحي بالعداء والضغينة، وهذه الأفعال الخفية مشكلتها أنها محيرة فهي ليست دليل قطعي على العداء، كما أنها لا تترك القلب يستقر ويجزم بوجود الحب.