كنتُ أقف أمام باب الحلم الذي أريده، دون أن أفعل شيئًا؛ لا أطرقه ولا أحاول فتحه. حتى أدركت أخيرًا أن الأبواب لا تُفتح من تلقاء نفسها؛ عليك أن تتحرك إليها، تخربش عليها، وتستفز ما خلفها بحركتك ليخرج إليك فتناله. بل أدركت أن اللذة تكمن في محاولاتك لفتحه أكثر من نيلك ما وراءه.

وهذا شأن كل الأبواب التي تقف عندها؛ لا تكشف عمّا تُخفيه بالسكون، بل بالحركة. لذلك، لا تقف فارغًا من المحاولة، بل غامر، حتى وإن خرج إليك غول يبتلعك. فأن يبتلعك الغول مرة واحدة، خير من أن يقتات عليك الانتظار على مهل، يسلخ عنك قشفات روحك وأنت معلّق بطول الأمل فيما ترتجيه.

أعلم أن الخوف من الفشل ينخر عظامك، لكن من قال إن عدم الحركة في ذاته ليس فشلًا؟ لأكن صادقًا، هذه كانت كلمات صديقي كلما أسررتُ له بخوفي الدائم. فلمّا تقدمتُ خطوةً تجاه مُنيتي، أدركت أن ما كنتُ فيه من سكونٍ وشلل، لم يكن إلا لونًا آخر من ألوان الفشل الخادعة. إن أنتَ حاولت، فهذا يعني أنك قطعت نصف الطريق، والمنتصف لا يعني أنك عالق، بل يعني أن وراءك بداية، ولم يبقَ إلا القليل لتصل إلى مُرادك.