قبل سنوات قليلة تعرفت إلى سيدة في أوائل الثلاثينيات من عمرها كانت تعمل في مجال الاستشارات النفسية ذكية متزنة ناجحة ومتزوجة من شريك يُقدّرها كثيرًا ما كان يُثير دهشة الجميع هو أنها لم تُنجب رغم مرور أكثر من خمس سنوات على زواجها وحين يُسأل الزوج بلطف يرد بابتسامة "هذا قرار مشترك... نحن لا نرغب في الأطفال" في جلسة نقاش صريحة معها قالت لي "أنا لا أكره الأطفال بل أحبهم وأقدّر الأمومة... لكنني لا أراها تناسبني ولا أشعر أنني سأكون أماً سعيدة" كلماتها ظلت عالقة في ذهني فقد تعوّدنا أن نفترض أن الأمومة جزء لا يتجزأ من هوية المرأة ومن دونها تُعتبر ناقصة أو أنانية لكن ما لم نفهمه هو أن "الأنانية الحقيقية هي أن تُنجب امرأة طفلًا فقط لتسكت أصوات الناس لا لأنها مستعدة نفسيًا وعاطفيًا" هناك نساء لا يشعرن بأن الأمومة تناسبهن واتخذن هذا القرار بعد تأمل عميق هل هذا يُعدّ تمردًا؟ ربما هل هو أنانية؟ لا أعتقد بل هو صدق وشجاعة المجتمع عليه أن يتغير لا أن يُحمّل المرأة كل النواقص لمجرد أنها اختارت طريقًا مختلفًا شاركونا بآرائكم
قرار المرأة بعدم الإنجاب... تمرد أم أنانية مغلفة بالحرية؟
تعليقك يسلّط الضوء على نقطة مهمّة يغفل عنها الكثيرون الإنجاب ليس مجرد قرار فطري أو استجابة لضغط مجتمعي بل هو امتداد لحياة مشتركة بين شخصين يجب أن يكون بينهما تفاهم حقيقي واقتناع متبادل لأن الطفل بحاجة إلى أن يولد في بيئة يسودها الحب والاستقرار وليس مجرد منزل يبدو مثاليًا من الخارج والسؤال الأهم هل نحن مستعدون فعلًا لتحمل مسؤولية إنسان صغير وأن نكون له دعمًا نفسيًا وعاطفيًا هذا سؤال يجب على كل زوجين أن يطرحاه على أنفسهما قبل أي خطوة فالمجتمع سيظل يتحدث لكن لا يجوز أن يدفع الطفل ثمن إرضاء الناس أو كسر صورة نمطية من لا يستطيع أن يحب شريكه أو نفسه لن يستطيع أن يمنح طفله أي نوع من الأمان أو الحب الحقيقي الوعي قبل الإنجاب ليس ترفًا بل ضرورة حتى لا نكرر نفس الحلقة المؤلمة التي نشهدها من حولنا كل التقدير لكل من يختار عن وعي وصدق وضمير لأنه يختار لنفسه ولطفله حياة أكثر نضجًا ونقاء
كلامك مهم جدا وانا مؤمن تماما ان فكرة الانجاب مش مجرد خطوة تلقائية في الحياة ولا قرار بسيط ناخده تحت ضغط المجتمع او الظروف على المستوى الشخصي شايف ان الانجاب مسؤولية ضخمة مش بس تجاه الطفل لكن كمان تجاه نفسنا وشريك الحياة
اللي الناس احيانا بتغفل عنه هو ان وجود طفل مش لازم يكون جريمة لمجرد ان العلاقة بين الاب والام ما استمرتش المصيبة الحقيقية مش في انفصالهم لكن في اهمالهم للطفل او استخدامه كوسيلة ضغط وصراع كأننا بننتقم من بعض عن طريق انسان بريء مالوش ذنب
فين احترام آدمية الطفل فين الحياد اللي لازم يكون موجود في التعامل معاه لو مش قادرين نحب بعض على الاقل نقدر نحترم وجوده ونحميه من التشوه النفسي اللي بيتولد لما يتحط وسط حرب مش هو طرف فيها
الطفل من حقه يعيش في بيئة آمنة حتى لو ابوه وامه مش مع بعض من حقه يعرف يعني ايه احترام وانه مش وسيلة للضغط او التهديد ولو فقدنا ده احنا مش بنربي طفل احنا بنعيد انتاج مأساة ونسلم المجتمع انسان مشوه نفسيا هيكرر نفس الجرح في حياته
المسؤولية مش رفاهية دي اساس ولو ماقدرتش تكون مسؤول يبقى ماينفعش تبدأ اصلا وحتى لو حصل وكان فيه طفل يبقى واجبك الاخلاقي والانساي تحميه وتخلي كل خلاف على جنب عشان تربي انسان سليم مش ضحية جديدة لواقع مشوة
التعليقات