كنت أستمع قبل فترة لحديث إحدى الصديقات عن قرار مصيري اتخذته في حياتها حين قررت ترك وظيفتها التي تحبها لأنها كانت "تزعج" زوجها قالت جملة لم أستطع نسيانها "مش مرتاحة بس خلاص هو عايز كده وأنا مش عايزة مشاكل" لم تكن مقتنعة لكنها أطاعت فقط لتحافظ على السلام الظاهري في علاقتها كثيرًا ما تُجبر المرأة على تغيير نفسها أو التنازل عن أحلامها ليس عن قناعة بل خوفًا من الرفض ومن أن تُوصم بأنها "معقدة" أو "عنيدة" فطاعتها نابعة من خوف اجتماعي لا من رضا داخلي ذات مرة سمعت عن فتاة وافقت على الزواج من شخص لم تكن تميل له فقط لأن أسرتها رددت مرارًا "الفرصة ما تتفوتش" و"البنات ما ترفضش كثير" لم يكن القرار نابعًا من اقتناع بل من خوف أن تفقد قيمتها إن قالت "لا" كثيرًا لم تقتنع لكنها أطاعت لأنها تعلم أن الرفض المتكرر يجعل المجتمع ينظر لها وكأن بها خلل فهل المجتمع يترك للمرأة مساحة حقيقية للاختيار أم يدفعها دومًا لتقديم التنازلات باسم الحب والاحترام والقبول؟ شاركونا آراءكم وتجاربكم
المرأة تطيع لتُقبَل لا لأنها تقتنع
أحيانًا بنعيش في مجتمع بيدي الانطباع إن المرأة لازم تختار بين نجاحها الشخصي واستقرار بيتها، كأن الاتنين ما ينفعوش يمشوا مع بعض. لكن الحقيقة أعمق من كده بكتير.
المرأة، زي ما ربنا خلقها مكرّمة، هي عنصر أساسي في بناء الحياة، مش مجرد تابع أو طرف بيقدّم تنازلات. مكانتها في البيت عظيمة، ومكانتها في المجتمع لا تقل عنها. لكن الأهم من المكانة هو النية والاقتناع. إن كانت بتقوم بدورها عن اقتناع داخلي ورضا، مش بس خوفًا من زعل حد، ولا تجنبًا للمشاكل، وقتها تكون حياتها فيها بركة وراحة حقيقية.
ولو كانت المرأة في وظيفة بتحبها، ومش مقصّرة في حق بيتها، فالأصل يكون فيه تفاهم.
لكن كمان لازم نوضّح:
القوامة حق شرعي للرجل، وهي مش تحكّم ولا تسلّط، بل مسؤولية وتكليف من الله.
قال تعالى:
"الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ"
يعني الراجل مسؤول عن الإنفاق والرعاية، وعن توجيه أسرته بالحكمة والمعروف.
والمرأة عليها الطاعة في المعروف، لأن الطاعة جزء من بناء التوازن، وليست تنازلاً عن الذات.
ولو كان في شغل المرأة شيء فعلاً بيؤثر على البيت، أو فيه ما لا يرضي الله، هنا تدخُّل الزوج لا يُعد تدخلاً في الحرية، بل حفظًا للبيت، وصيانةً لما هو أثمن من الطموح الفردي: السكينة المشتركة.
وفي النهاية، كل بيت له طبيعته، وكل روح لها احتياجاتها، وما يصلح لأحد قد لا يصلح لآخر.
لكن ما لا يتغير هو أن العلاقة بين الرجل والمرأة ليست ميدان صراع، بل مساحة فهم عميق، وموازنة دقيقة بين الذات والآخر، بين الطموح والواجب، بين القلب والعقل.
فليس الرقي في كثرة التنازل، ولا في فرض الرأي، بل في أن نملك الوعي الكافي لنفهم متى نعطي، ومتى نطلب، ومتى نصمت، ومتى نقول "لا"... لا من باب العناد، بل من باب البصيرة.
وحين تُبنى العلاقات على هذه القيم، يصبح البيت وطنًا داخليًا، لا سجنً
ا ولا ساحة معركة.
أحيانًا ننسى أن التوازن بين الطموح والمسؤولية ممكن حين يكون هناك تفاهم حقيقي بين الطرفين المجتمع قد يفرض صورة نمطية عن دور المرأة داخل المنزل أو خارجه لكن في الحقيقة لا يوجد نموذج واحد يناسب الجميع النجاح لا يتعارض مع الاستقرار ولا يجب أن تكون المعادلة إما نجاح أو حياة أسرية إذا وُجد حوار ناضج واحترام متبادل وتوزيع عادل للأدوار يمكن لكل طرف أن يحقق ذاته دون أن يضحي بالأساس المهم أن تقوم العلاقة على الدعم لا على التحكم وعلى الوعي لا على الصراع
التعليقات