سأسافر لأوروبا ... هاهاها، الله يرحم والديك!
أريد أكل سوشي ... هاهاها، عيش عيشة أهلك!
ربما تكون سمعت هذا النوع من السخرية في يوم من الأيام أو تكون أنت من أطلقته على سبيل المزاح أو الدعابة، لكن في الواقع أن هذا النوع من الكلام غالبًا ما يكون إهانة مُغلفة في صورة مزاح يحمل بطياته سخرية واستحقار لشخص على أساس بيئته الأم أو أصله أو مركزه الاجتماعي أو المالي، فبعض الأشخاص والمجتمعات حتى لو وصلنا لبرجهم العالي وأصبحنا في نفس المستوى قد يتم ازدرائك على أي حال لأنك لم تولد هكذا! "فأسفين أنت لم تولد ثريًا بل أصبحت ثريًا فأنت New Money ولست من مستوانا مهما ركبت من سيارات فارهة، فلا تنسى حالك وتذكر دائمًا أصلك"!!
فكرة الاستهزاء بشخص لأن بدايته كانت متواضعة أو مختلفة عما وصل إليه أو حتى يريد الوصول إليه هي فكرة قذرة وسخيفة، فهل مطلوب من الشخص ألا يظل بلا طموح ولا يسعى ولا يجتهد ويظل كما هو ليظل ابن الباشا باشا، وابن الحارس حارس وابن عامل النظافة عامل نظافة؟! فلماذا بدلًا من الاستهزاء والسخرية من شخص لا يُنظر إلى مقدار تعبه وجده وتخطيه الصعاب وتقدير ذلك والنظر إليه بإجلال لأنه لم يستسلم للواقع ولم يختر الطريق السهل؟!
كما أن الاستهزاء والسخرية على شخص لا تعرف عنه شيئًا ولا عما مر به قد تُعرض من يفعل ذلك للإحراج ويستحق ذلك بجدارة، أذكر موقفًا ذكره أحدهم لفتاة كانت تقول أنها تريد أكل سوشي فقال لها "عيشي عيشة أهلك" وضحك فردت عليه بكل بساطة: "ما أنا عايشة عيشة أهلي"!
التعليقات