يقولون إننا في "عصر السرعة"، كأنها نعمة. كل شيء بضغطة زر، معلومة؟ متوفرة. كتاب؟ بصيغة PDF. حوار؟ برسالة صوتية مدتها 10 ثواني.

لكن… هل هذا تطوّر؟ أم ضياع متنكّر في هيئة إنترنت سريع؟

أشعر أحيانًا أننا لا نعيش فعلاً، بل نُستهلك. نُستهلك في التصفح، في القفز من محتوى لآخر، من فكرة إلى نقيضها، دون أن نلتقط أنفاسنا.

حتى التفكير صار مجزأ. لا وقت للتأمل، لا وقت لفهم شيء حتى النهاية. نقرأ بداية المقال ونتوقع أن نكون قد فهمنا الفكرة كلها.

هل فقدنا الصبر؟ أم أننا فقدنا المعنى؟

أكتب هذا وأنا ألاحظ نفسي: أصبحت أبحث عن المعرفة بطريقة أشبه بالتسوق… أفتح، أختار، أضيف لعقلي قليلاً، ثم أغلق.

لكن هل أنا وحدي؟ أم أنكم أيضاً تشعرون أحيانًا أن هذه السرعة ليست حياة… بل نوع ناعم من الهروب؟

سؤالي لكم:

هل تشعرون فعلًا أن هذه الوتيرة السريعة تُغني عقولنا؟ أم تُشوشها؟

وهل ما زلتم تقرؤون كتابًا دون أن تمسكوا الهاتف كل 10 دقائق؟

كيف تتعاملون مع هذا العصر الذي لا يصبر حتى على نفسه؟

بانتظار وجهات نظركم… لعلي أبطئ قليلاً.