إحدى معارفي ميسورة الحال، ومنذ حوالى ثماني سنوات،

تزوّجت من شخص أقل منها مالًا بكثير، حتى إنهما يعيشان في منزل اشترته حماتها وكتبته باسم ابنتها.

كل هذا لا مشكلة فيه، فقد يتقبل شخصٌ أمورًا يرفضها آخر.

وطوال فترة الخطوبة، كان أقاربي يتغنون بقصة الحب بينهما، وكيف أنهما سعيدان... إلخ.

ولكن، بعدما أنجبا طفلهما الأول ووصل إلى مرحلة التعليم، قامت الأم بإدخاله إلى واحدة من تلك الحضانات الغالية جدًا،

لكن الزوج قال إنه ليس بإمكانه إلا أن يُدخِل الأبناء إلى الحضانات والمدارس الحكومية فقط، وليس حتى الخاصة.

وبالتأكيد، قالت زوجته إنها تريد أن يتلقى الأبناء أفضل تعليم، ولكن الزوج غير قادر على ذلك.

وقال الزوج: إن هذه هي مقدرته فقط، ولو أرادوا، فليتكفلوا هم بالمصاريف.

فتدخلت الجدة، أو حماة الزوج، وتكفلت بكل مصاريف التعليم، بالإضافة إلى أنها أصبحت تتكفل بالكثير من احتياجات الطفل المادية،

مثل شراء أشياء تخصه، حتى إن الطفل أصبح يحب الذهاب إلى جدته أكثر من والده أو والدته.

وأصبح الوضع بين الزوجين أصعب بكثير، وبدأت تحدث مشاكل،

حتى إن تلك الفتاة كانت، منذ فترة، تتحدث مع أخي في تجمع عائلي،

ووجهت له نصيحة: "لا تتزوج أبدًا من شخص بينك وبينه فارق مادي كبير، وإلا ستندم"، وكان من الواضح أنها تقصد نفسها.

عند النظر إلى هذه القصة، أتساءل: هل كان من الصعب التنبؤ بهذا؟

فربما بعض الأشخاص يعميهم الحب عن بعض العادات السيئة، ويمنّون أنفسهم بتغير الطرف الثاني بعد الزواج.

ولكن هذا لا ينطبق على الفوارق المادية،

فأتساءل: فيم كانت تفكر الزوجة؟ وفيم كان يفكر الزوج؟

ماذا كانوا يتوقعون أن يحدث بعد وصول الأطفال إلى مرحلة التعليم؟

فقد كان بديهيًا أن الزوج ليست لديه قدرة مادية جيدة.

هل فكروا في هذه الأسئلة من الأساس؟

أم أن الحب قد حجب رؤيتهم؟