الصمتُ لا يعني النجاة، بل أحيانًا بداية الغرق.
لم يُخلَق الإنسان ليحيا في وجعٍ دائم، لكنّه حين يختار كتم مشاعره، ويتصالح مع الانطفاء، يبدأ بإقصاء ذاته عن الحياة شيئًا فشيئًا.
الوجع في كثير من الأحيان ليس قَدَرًا، بل صدى لِما نُخفي، ونتجاهل، ونُراكم في داخلنا، حتى تختنق أرواحنا بالصمت.
نُجيد الابتسامةَ وسط الانهيار، ونُتقن الضحكَ ونحن ننهار من الداخل، لا لأنّنا لا نتألم، بل لأنّنا تربّينا على التجلُّد لا التعبير، وعلى التحمل لا النجاة.
أيُّ قوةٍ تُرجى، إن كانت تُطفئ نور القلب؟
أيّ معنى لصبرٍ يتحوّل إلى عزلة؟
فالمشاعر التي لا تجد طريقًا للخروج، لا تموت... بل تتحوّل إلى قلقٍ، وحدةٍ، ووجعٍ بلا وجه.
لا بأس أن تتكلم، أن تبكي، أن تعترف أنك لست بخير.
فالكمال لله وحده، والبشر... وُجِدوا ليشعروا.
كن لنفسك مأمنًا لا يقسو عليها، وملاذًا لا يُقصيها.
فأقسى ما قد يُصيب الإنسان، أن يُنكر وجعه حتى
يضيع صوته داخله.
التعليقات